بعده معطوفا على ما قبله، إلا أنه من عطف الجمل فيوقف على ما قبله على قول وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ ليس بوقف. قال أبو حاتم السجستاني: ولا ينظر إلى ما قاله بعضهم إن من قبل تامّ، ويبتدئ هدى للناس: أي وأنزل الفرقان هدى للناس، وضعف هذا التقدير لأنه يؤدّى إلى تقديم المعمول على حرف النسق وهو ممتنع لو قلت: قام زيد مكتوفا، وضربت هندا: يعني مكتوفة لم يصح فكذلك هذا، والمراد بالمعمول الذي قدّم على النسق هو قوله: هُدىً لِلنَّاسِ، والمراد بالنسق هو واو قوله: وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ الذي هو صاحب الحال. فتقدير الكلام وأنزل الفرقان هدى: أي هاديا، وإن جعل محل هدى رفعا جاز: أي هما هدى للناس قبل نزول القرآن أو هما هدى للناس إلى الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم هُدىً لِلنَّاسِ تامّ عند أبي حاتم وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ أتمّ لانتهاء القصة عَذابٌ شَدِيدٌ تامّ عند نافع، ومثله: ذو انتقام فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف عليه، أو أن السامع ربما يتوهم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط، فينفي هذا التوهم بقوله: وَلا فِي السَّماءِ»، والوقف على في السماء تامّ فِي الْأَرْحامِ ليس بوقف لأن قوله:
كيف يشاء متعلق بالتصوير كَيْفَ يَشاءُ تامّ، ومثله: الحكيم الْكِتابَ ليس بوقف، لأن قوله منه آيات متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف، وآيات محكمات متعلق بمنه على معنى من الكتاب آيات محكمات ومنه أخر متشابهات، ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله:
ومن قوم موسى. ثم يبتدئ أمّة يهدون بالحق، ولا يقول هذا أحد لأنهم
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
بعده بأنه خبر لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفعت ذلك بأنه صفة الله الْحَيُّ الْقَيُّومُ تامّ:
إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وكاف إن جعلته خبرا ووقفت على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، لأن خبره: نزل عليك الكتاب مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف، وكذا: هدى للناس وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ تامّ: لتمام القصة عَذابٌ شَدِيدٌ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ،