إلى الغيبة: أي حيث لم يقل إنك، بل قال إن الله، والاسم الظاهر من قبيل الغيبة الْمِيعادَ تامّ شَيْئاً جائز، ومثله: وقود النار، يبني الوقف والوصل على اختلاف مذاهب المعربين في الكاف من كَدَأْبِ بماذا تتعلق؟ فقيل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون، أو في محل نصب. وفي الناصب لها تسعة أقوال. أحدها: أنها نعت لمصدر محذوف والعامل فيه كفروا: أي إن الذين كفروا به كفرا كدأب آل فرعون: أي كعادتهم في الكفر، أو منصوبة بكفروا مقدّرا، أو النصاب مصدر مدلول عليه بلن تغني: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون، أو منصوبة بوقود: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن أولئك، أو منصوبة بفعل مقدّر مدلول عليه بلفظ الوقود: أي توقد بهم كعادة آل فرعون ويكون التشبيه في نفس الإحراق، أو منصوبة بكذبوا، والضمير في كذبوا لكفار قريش وغيرهم من معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام: أي كذبوا تكذيبا
كعادة آل فرعون في ذلك التكذيب.
التاسع أن العامل فيها فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ أي فأخذهم الله كأخذه آل فرعون، وهذا مردود، فإن ما بعد فاء العطف لا يعمل فيما قبلها كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ منقطعا عما قبله، وخبره كذبوا، أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن عطف على ما قبله بِذُنُوبِهِمْ كاف الْعِقابِ تامّ إِلى جَهَنَّمَ جائز الْمِهادُ تامّ الْتَقَتا كاف: لمن رفع فئة بالابتداء، وسوّغ الابتداء بها التفصيل، وثم صفة محذوفة تقديرها فئة مؤمنة تقاتل في سبيل
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
المذهب الثاني، ويبتدأ بيقولون على معنى ويقولون آمنا به، لكن الأجود خلافه، إذ المشهور أن هذه الجملة على هذا المذهب حال رَبِّنا حسن وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ كاف: لأن ما بعده من الحكاية وإن كان هو ليس منها. وقال أبو عمرو: في ربنا، وأُولُوا الْأَلْبابِ تامّ


الصفحة التالية
Icon