عِنْدَ اللَّهِ، فجملة خلقه مفسرة للمثل، وكما في قوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، ثم فسر الوعد بقوله لَهُمْ مَغْفِرَةٌ، فالاستئناف يؤتى به تفسيرا لما قبله، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلا من أنى قد جئتكم أو جعله في موضع خفض بدلا من آية بدل كل من كل إن أريد بالآية الجنس أو جعلت خبر مبتدإ محذوف: أي هي أنى، فقوله أنى يجوز أن يكون في موضع رفع أو نصب أو جرّ على اختلاف المعاني وفتحها على إسقاط الخافض فموضعها جرّ: أي بأنى، ويجري الخلاف المشهور بين سيبويه والخليل في محل أنى نصب عند سيبويه وجرّ عند الخليل بِإِذْنِ اللَّهِ جائز: في الموضعين فِي بُيُوتِكُمْ كاف، ومثله: مؤمنين إن نصب ومصدقا بفعل مقدّر: أي وجئتكم مصدّقا لما بين يديّ، وليس بوقف إن نصب عطفا على رسولا أو على الحال مما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، وجواب إن كنتم محذوف: أي انتفعتم بهذه الآية وتدبرتموها حُرِّمَ عَلَيْكُمْ كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله مِنْ رَبِّكُمْ حسن وَأَطِيعُونِ كاف فَاعْبُدُوهُ حسن. وقيل كاف مُسْتَقِيمٌ تامّ إِلَى اللَّهِ الأول حسن، والثاني ليس بوقف، لأن آمنا في نظم الاستئناف مع إمكان الحال: أي قد آمنا كذلك مُسْلِمُونَ كاف: ومثله الشاهدين وَمَكَرَ اللَّهُ حسن الْماكِرِينَ كاف مُتَوَفِّيكَ جائز، ومثله: ورافعك إليّ، وليس منصوصا عليهما، والأولى وصلهما. وقيل هو من المقدّم والمؤخر: أي رافعك إليّ حيا ومتوفيك وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن، إن جعل
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
مُسْتَقِيمٌ تامّ: إلى الله حسن، وكذا: نحن أنصار الله وآمَنَّا بِاللَّهِ وكذا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ومع الشاهدين وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ كاف، وكذا خير الماكرين مُتَوَفِّيكَ جائز، وكذا: رافعك إليّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن. وقال أبو


الصفحة التالية
Icon