آمَنُوا كاف: فأولى الناس في محل نصب اسم إن، والذين في محل رفع خبرها، واللام في للذين لام التوكيد، وهذا النبيّ عطف على للذين، والذين آمنوا في محل رفع بالعطف على النبيّ والوقف على آمنوا. وقال النكزاوي:
اختلف في ضمير اتبعوه، فقيل هو ضمير جماعة المسلمين راجع إلى الذين.
وقيل راجع إلى القوم الذين كانوا في زمن إبراهيم فآمنوا به واتبعوه كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل. وقال يعقوب: الوقف على اتبعوه كاف، ويبتدأ وهذا النبيّ على الاستئناف، والأجود العطف، ويدل على صحته الحديث المسند: «إن لكل بيت وليّا، وإن وليي إبراهيم عليه الصلاة والسلام» ثم قرأ هذه الآية اه. مع حذف، وقرأ أبو السمال العدوي: وهذا النبيّ بالنصب عطفا على الهاء في اتبعوه كأنه قال اتبعوه واتبعوا هذا النبيّ، ذكره ابن مقسم، والوقف على هذا الوجه على آمنوا، ومن نصب النبي على الإغراء وقف على اتبعوه، ثم يبتدئ وهذا النبيّ بالنصب كأنه قال: واتبعوا هذا النبيّ على لفظ الأمر، وهذا أضعف الأوجه. وقرئ بالجرّ عطفا على بإبراهيم: أي أن أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبيّ، وعلى هذا كان ينبغي أن يثني الضمير في اتبعوه فيقول اتبعوهما، اللهم إلا أن يقال هو من باب وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ تامّ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ حسن وَما يَشْعُرُونَ تامّ، ومثله: تشهدون، وكذا: وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ، آخره ليس بوقف لحرف الترجي بعده، لأن الإنسان يترجى بها شيئا يصل إليه بسبب من الأسباب يَرْجِعُونَ صالح، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، وأن الواو بعده للعطف، فإن جعلت للاستئناف كان الوقف على
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
تامّ، وكذا: والذين آمنوا، و: وليّ المؤمنين لَوْ يُضِلُّونَكُمْ كاف وَما يَشْعُرُونَ تام، وكذا: وأنتم تشهدون، وأنتم تعلمون لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ صالح: وإن كان رأس آية، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، فإن جعلت الواو في وَلا تُؤْمِنُوا


الصفحة التالية
Icon