ذلك، ونقل ابن عطية الإجماع على أن ولا تؤمنوا من مقول اليهود غير سديد.
والرابع من أوجه النصب أن يؤتى منصوب على الاشتغال: أي تذكرون أن يؤتى أحد تذكرونه، فتذكرونه مفسر بكسر السين، ولكونه في قوّة المنطوق صحّ أن يفسر. وأما وجه الجرّ فأن أصلها لأن، فأبدلت لام الجرّ مدّة كقراءة ابن عامر آن كان ذا مال بهمزة محققة ومسهلة أو محققتين، وبها قرأ حمزة وعاصم: أي لأن كان ذا مال. والوجه المحتمل هو أن أن يؤتى متعلق بلا تؤمنوا على حذف حرف الجرّ: أي ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد ولا يؤمنوا بأن يحاجوكم فيكون أن يؤتى وما عطف عليه مفعولا لقوله ولا تؤمنوا، وعلى هذا لا يوقف على: من تَبِعَ دِينَكُمْ، لأن أن متصلة بما قبلها فلا يفصل بين الفعل والمفعول. ويجوز أن لا تقدّر الباء فتقول ولا تؤمنوا إن يؤتى أحد النبوّة والكتاب إلا لمن تبع دينكم، فأن يؤتى من تمام الحكاية عن اليهود، وقوله:
قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراض بين الفعل والمفعول، وإن جعل أن يؤتى متصلا بالهدى بتقدير قل إن الهدى هدى الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون، وأن لا يحاجوكم كان الوقف على لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ اه. من أبي حيان وتلميذه السمين ملخصا، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، ولكن ما ذكر فيه كفاية، غفر الله لمن نظر بعين الإنصاف، وستر ما يرى من الخلاف عِنْدَ رَبِّكُمْ حسن بِيَدِ اللَّهِ كاف: لأن يؤتيه لا يتعلق بما قبله مع أن ضميري فاعله ومفعوله عائدان إلى الله وإلى الفضل، قاله السجاوندي مَنْ يَشاءُ كاف، ومثله: واسع عليم، وكذا: من يشاء الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ حسن قائِماً كاف: لأن ذلك مبتدأ سَبِيلٌ حسن يَعْلَمُونَ كاف. وقيل تامّ بَلى ليس بوقف. وقيل
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
التوبيخ لهم بذلك ليتمسكوا بما هم عليه عِنْدَ رَبِّكُمْ كاف، وكذا: يؤتيه من يشاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ حسن مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ صالح قائِماً كاف فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ صالح وَهُمْ يَعْلَمُونَ


الصفحة التالية
Icon