فَأَهْلَكَتْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ليس بوقف للاستدراك والعطف يَظْلِمُونَ تامّ: للابتداء بعده بالنداء مِنْ دُونِكُمْ ليس بوقف، لأن جملة لا يألونكم خبالا مفسرة لحال البطانة الكافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما، وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذمّيّا وتلا هذه الآية عليه، وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة ألا يكتب عنك؟ فقال: إذا أتخذ بطانة سوء لأنه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بغضنا وتكذيب نبينا، وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا. ومر أحسن قول الطرطوشي لما دخل على الخليفة بمصر وكان من الفاطميين، ورآه سلّم قياده لوزيره الراهب ونفذ كلمته المشئومة حتى في الطرطوشي ورآه مغضبا عليه فأنشده: [الرجز]
يا أيّها الملك الذي جوده... يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شرّفت من أجله... يزعم هذا أنّه كاذب
فغضب الخليفة عند سماع ذلك، فأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل، وأقبل على الطرطوشي وأكرمه بعد عزمه على أذيته، وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصر، فهم كما قيل فيهم: [الكامل]
لعن النصارى واليهود لأنّهم... بلغوا بمكرهم بنا الآمالا
جعلوا أطباء وحسّابا لكي... يتقاسموا الأرواح والأموالا
وجاءت لهذا الملك امرأة، وكان وزيره يهوديّا وكاتبه نصرانيّا، وقالت له فبالذي أعزّ اليهود بموسى والنصارى بعيسى، وأذلّ المسلمين بك إلا نظرت في
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
حسن. وقال أبو عمرو؛ كاف يَظْلِمُونَ تامّ خَبالًا كاف وَدُّوا ما عَنِتُّمْ كاف مِنْ أَفْواهِهِمْ صالح صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ حسن، وكذا: تعقلون. وقال أبو عمرو:
فيهما تامّ بِالْكِتابِ كُلِّهِ صالح مِنَ الْغَيْظِ كاف. وكذا: بغيظكم بِذاتِ