وتقدير الكلام بل هم أحياء، وهو عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف بَلْ أَحْياءٌ جائز إن جعل عِنْدَ رَبِّهِمْ ظرفا ليرزقون كأنه قال: يرزقون عند ربهم، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لقوله أحياء كأنه قال: بل هم عند ربهم أحياء، لأن فيه الفصل بين الظرف وما عمل فيه، والوقف على بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ لأنك جعلت الظرف لأحياء ثم ابتدأت بيرزقون فرحين، وهذا الوقف ينبئ عن اجتماع الرزق والفرح في حالة واحدة فلا يفصل بينهما وكثير من القراء يتعمده، وليس بخطإ، وهو منصوص عليه، والله أعلم بكتابه. قاله الكواشي تبعا لغيره وفيه شيء إذ التعلق هنا من جهة اللفظ وإن كان الوقف في نفسه حسنا دون الابتداء بما بعده، إذ الابتداء لا يكون إلا اختياريّا مستقلا بالمعنى المقصود، وهنا ليس كذلك، وتعمد الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود كمن لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب، فإنه يقف على أبدا، ومن ذلك تعمد الوقف على رءوس الآي للسنة، وهنا لا معنى للوقف لشدّة تعلق ما بعده بما قبله، والنص عليه من غير بيان كالعدم، والوقف على يُرْزَقُونَ جائز لكونه رأس آية، وليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ جائز مِنْ خَلْفِهِمْ ليس بوقف، لأن أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور على أنه بدل اشتمال من الذين، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف يَحْزَنُونَ كاف وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة إن على الاستئناف. وبها قرأ الكسائي، وليس بوقف على قراءة من فتحها
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
نعم يصلح الوقف حينئذ على الظرف ثم يبتدئ بيرزقون، فإن وقف على يُرْزَقُونَ جاز، لكنه ليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ صالح وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ حسن وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة وإن الله، ليس بوقف على قراءة من فتحها أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ إن رفع ما بعده بالابتداء، أو نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ ذلك بأنه نعت للمؤمنين مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ


الصفحة التالية
Icon