بالصفة عنه، أو تقول حذف المبتدأ وأقيم النعت مقامه، وكذا إن جعل من الذين خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين هادوا، وليس بوقف إن جعل من الذين حالا من فاعل يريدون، أو جعل بيانا للموصول في قوله: ألم تر إلى الذين أوتوا، لأنهم يهود ونصارى، أو جعل بيانا لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو علق بنصيرا، وهذه المادة تتعدّى بمن. قال تعالى: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ، فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وأما على تضمين النصر معنى المنع: أي منعناه من القوم، وكذلك: وكفى بالله مانعا ينصره من الذين هادوا، فهي ستة أوجه: يجوز الوقف على نَصِيراً في وجهين: وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد وَراعِنا حسن: إن جعل ليّا مصدرا، أي: يلوون ليّا بألسنتهم ودلّ المصدر على فعله، وليس بوقف إن جعل مفعولا من أجله: أي يفعلون ذلك من أجل الليّ، وقرئ راعنا بالتنوين، وخرّج على أنه نعت لمصدر محذوف، أي قولا راعنا متصفا بالرعن فِي الدِّينِ حسن وَأَقْوَمَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا إِلَّا قَلِيلًا تامّ:
للابتداء بيا النداء مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله أَصْحابَ السَّبْتِ كاف مَفْعُولًا تامّ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف للابتداء بالشرط عَظِيماً تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف. وقال الأخفش: تام. وقيل ليس بتامّ لأن ما بعده متصل به، والتفسير يدل على ذلك. قال مجاهد، كانوا يقدمون الصبيان يصلون بهم ويقولون هؤلاء أزكياء
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
ومحلهما إذا علق ما بعده بمبتدإ محذوف: أي من الذين هادوا أناس، فإن علق بما قبله كأن يقدر: وكفى بالله ناصرا لكم من الذين هادوا لم يحسن الوقف على نَصِيراً إلا بتجوّز، لأنه رأس آية فِي الدِّينِ صالح، وكذا: وأقوم. وقال أبو عمرو فيهما:
كاف إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَصْحابَ السَّبْتِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَفْعُولًا تامّ لِمَنْ يَشاءُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيماً تامّ


الصفحة التالية
Icon