السكون معهم والفوز العظيم متمنين معا، لأن الماضي في التمني بمنزلة المستقبل، لأن الشخص لا يتمنى ما كان، إنما يتمنى ما لم يكن، فعلى هذا لا يوقف على معهم، لاتساق ما بعده على ما قبله ونصبه على جواب التمني، والمصيبة الهزيمة، والفضل الظفر والغنيمة، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين في الظاهر تهكما وهم في الباطن أعدى عدوّ لهم، فكان أحدهم يقول وقت المصيبة: قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا، ويقول وقت الغنيمة والظفر: يا ليتني كنت معهم، فهذا قول من لم تسبق منه مودّة للمؤمنين فَوْزاً عَظِيماً تام: للأمر بعده بِالْآخِرَةِ تامّ: للابتداء بالشرط ومثله:
عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها حسن وَلِيًّا جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الدعوات نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز، وكذا: الطاغوت أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف: للابتداء بأن ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز، ومثله: أو أشدّ خشية، وكذا القتال، لأن لولا بمعنى هلا، وهلا بمعنى الاستفهام، وهو يوقف على ما قبله وقَرِيبٍ وقَلِيلٌ كلها وقوف جائزة. وقال نافع: تامّ، لأن الجملتين وإن اتفقتا فالفصل بين وصفي الدارين لتضادهما مستحسن لِمَنِ اتَّقى حسن على القراءتين في يظلمون، قرأ ابن كثير والأخوان ولا يظلمون بالغيبة جريا على الغائبين قبله.
والباقون بالخطاب التفاتا فَتِيلًا كاف أَيْنَما تَكُونُوا جائز: يجوز أن يتصل بقوله ولا تظلمون ثم يبتدئ بيدرككم الموت، والأولى وصله، انظر
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
لَيُبَطِّئَنَّ مفهوم شَهِيداً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَوَدَّةٌ جائز فَوْزاً عَظِيماً حسن، وكذا: بالآخرة، وأجرا عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مفهوم الطَّاغُوتِ صالح أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز خَشْيَةً صالح، وكذا: