ما دامُوا فِيها جائز قاعِدُونَ كاف. واعلم أن في: وأخي ستة أوجه، ثلاثة من جهة الرفع، واثنان من جهة النصب، وواحد من جهة الجرّ، فالأوّل من أوجه الرفع عطفه على الضمير في أملك، ذكره الزمخشري وجاز ذلك للفصل بينهما بالمفعول المحصور، ويلزم من ذلك أن موسى وهارون لا يملكان إلا نفس موسى فقط، وليس المعنى على ذلك بل الظاهر أن موسى يملك أمر نفسه وأمر أخيه، أو المعنى: وأخي لا يملك إلا نفسه لا يملك بني إسرائيل، وقيل لا يجوز لأن المضارع المبدوء بالهمز لا يرفع الاسم الظاهر، لا تقول أقوم زيد. الثاني عطفه على محل إن واسمها، أي: وأخي كذلك، أي: لا يملك إلا نفسه كما في قوله: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، وكما في قوله:
أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بالرفع على قراءة الكسائي، فقوله: بالنفس متعلق بمحذوف خبر. الثالث أن وأخي مبتدأ حذف خبره. أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فقصته كقصتي، والجملة في محل رفع خبر. قاله محمد بن موسى اللؤلؤي، وخولف في ذلك لأن المعنى أن قوم موسى خالفوا عليه إلا هارون وحده. الوجه الأوّل: من وجهي النصب أنه عطف على اسم إن.
والثاني: إنه عطف على نفسي الواقع مفعولا لأملك. السادس: أنه مجرور عطفا على الياء المخفوضة بإضافة النفس على القول بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض. وهذا الوجه لا يجيزه البصريون، فمن وقف على نفسي وقدّر وأخي مبتدأ حذف خبره: أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فوقفه تامّ، ومن وقف على وأخي عطفا على نفسي أو عطفا على الضمير في أملك، أي: لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا، أو على اسم إن أي إني وأخي كان حسنا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد الْفاسِقِينَ
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
غالبون، وهو رأس آية عند البصريين مُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف ما دامُوا فِيها صالح قاعِدُونَ حسن لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي تامّ: عند بعضهم إن قدّر وأخي مبتدأ خبره محذوف: أي وأخي كذلك: أي لا يملك إلا نفسه، والأكثر للوقف على