يعني: إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعدّه أحد عيبا، فانتفى العيب عنهم بدليله فاسِقُونَ تامّ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ كاف، لتناهي الاستفهام، وعلى أن ما بعده مرفوع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو من لعنه الله، وليس بوقف إن جعل من في موضع خفض بدلا من قوله: بشر، وفي موضع نصب بمعنى: قل هل أنبئكم من لعنه الله؟ أو في موضع نصب أيضا بدلا من قوله: بِشَرٍّ على الموضع وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ حسن لمن قرأ وعبد الطاغوت فعلا ماضيا السَّبِيلِ كاف، وكذا: خرجوا به، ومثله: يكتمون السُّحْتَ جائز يَعْمَلُونَ كاف السُّحْتَ جائز يَصْنَعُونَ تامّ.
ورسموا لبئس وحدها وما وحدها كلمتين، وقالوا: كل ما في أوّله لام فهو مقطوع مَغْلُولَةٌ جائز عند بعضهم: أي ممنوعة من الإنفاق، وهذا سبّ لله تعالى بغير ما كفروا به، وتجاوزه أولى، ليتصل قوله: غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وهو جزاء قولهم: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ بِما قالُوا حسن، ولا يجوز وصله بما بعده، لأنه يصير قوله: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ من قول اليهود ومفعول قالوا، وليس كذلك بل هو ردّ لقولهم يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ مَبْسُوطَتانِ ليس بوقف، لأن قوله ينفق من مقصود الكلام فلا يستأنف، وفي الإتقان قال النووي: ومن الآداب إذا قرأ نحو: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ أو وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ من كل ما يوهم أن يخفض صوته بذلك اه. إذ كل ما خطر بالبال أو توهم بالخيال فالربّ جلّ جلاله على خلافه.
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مجرورا تبعا بتقدير: بشرّ من ذلك من لعنه الله وَالْخَنازِيرَ كاف إن قرئ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فعلا عطفا على لعنه الله، وليس بوقف إن قرئ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ بإضافة عبد إلى الطاغوت، لأنه معطوف على الخنازير، فلا يفصل بينهما وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ حسن سَواءِ السَّبِيلِ كاف وكذا: خرجوا به، ويكتمون وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ صالح