تقديره هذا كتاب كان الوقف على: المص تاما، وإن جعل في موضع جرّ على القسم والجواب محذوف جاز الوقف عليها، وليس بوقف إن جعل قسما وما بعده جوابه، والتقدير وهذه الحروف إنّ هذا الكتاب يا محمد هو ما وعدت به، وحينئذ فلا يوقف على المص، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها
معربة، وأن لها محلا من الإعراب كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ جائز، لأن كتاب خبر مبتدإ محذوف، وأنزل جملة في موضع رفع صفة لكتاب، أي: كتاب موصوف بالإنزال إليك حَرَجٌ مِنْهُ كاف، إن علقت لام كي بفعل مقدّر، أي: أنزلناه إليك لتنذر به وليس بوقف إن علقت بأنزل لِتُنْذِرَ بِهِ حسن، إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وهو ذكرى للمؤمنين وحذف مفعول لتنذر، أي: لتنذر الكافرين، ليس بوقف إن عطفت، وذكرى على كتاب لتعلق اللام بأنزل أو عطفته على لتنذر، أي: وتذكرهم وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ إن جعل الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد أمّته، وليس بوقف إن جعل الخطاب للأمّة وحدها، لأنه يكون الإنذار بمعنى القول، أي لتقول يا محمد اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف. وقال أبو حاتم: تام تَذَكَّرُونَ تامّ قائِلُونَ كاف. وقيل: تام ظالِمِينَ كاف، ومثله: المرسلين. وقيل ليس بكاف لعطف فَلَنَقُصَّنَّ على فَلَنَسْئَلَنَّ بِعِلْمٍ أكفى منهما غائِبِينَ تامّ الْحَقُّ حسن.
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
الكلام عليه في سورة البقرة كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ صالح حَرَجٌ مِنْهُ كاف لِتُنْذِرَ بِهِ صالح إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وإن جعل معطوفا على قوله: لتنذر فليس بوقف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف تَذَكَّرُونَ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ قائِلُونَ كاف، وكذا: ظالمين، والمرسلين بِعِلْمٍ صالح غائِبِينَ حسن، وكذا: الحق الْمُفْلِحُونَ كاف يَظْلِمُونَ تامّ