تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن. ومثله: بالبينات لعطف الجملتين المختلفتين، لأن ضمير فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا لأهل مكة، وضمير جاءَتْهُمْ للأمم السابقة مع أن الفاء توجب الاتصال، وكذا: من قبل الْكافِرِينَ كاف للابتداء بالنفي، ومثله: من عهد لَفاسِقِينَ تامّ، وثم وردت لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها لأنها جاءت أول قصة أخرى فَظَلَمُوا بِها حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل مع العطف بالفاء الْمُفْسِدِينَ تامّ الْعالَمِينَ حسن، ورأس آية.
كل ما في كتاب الله من ذكر أن لا، فهو بغير نون إلا في عشرة مواضع فهو بنون: منها: حقيق على أن لا أقول، والوقف على حَقِيقٌ أحسن على قراءة نافع علىّ بتشديد ياء المتكلم على أن الكلام تمّ عند قوله: حقيق، لأن حقيق نعت رسول، أي: رسول حقيق من ربّ العالمين أرسلت، وعلى هذا لا يوصف على العالمين، لأن حقيق صفة رسول، أو خبر بعد خبر، وليس حقيق وقفا إن جعلت: أن لا أقول أن وصلتها مبتدأ وحقيق خبرا، أو حقيق مبتدأ وأن لا أقول خبرا، أو أن لا أقول فاعل بحقيق، وهذا أعذب الوجوه لوضوحه لفظا ومعنى، وقرأ العامة على حرف جرّ مجردا من ياء المتكلم إِلَّا الْحَقَّ حسن مِنْ رَبِّكُمْ جائز بَنِي إِسْرائِيلَ كاف: ورأس آية الصَّادِقِينَ حسن مُبِينٌ جائز لِلنَّاظِرِينَ حسن، ومثله: لساحر عليم، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله مِنْ أَرْضِكُمْ حسن: إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون. ويؤيد كونه
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
مكر الله الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ تامّ بِذُنُوبِهِمْ صالح لا يَسْمَعُونَ تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن مِنْ قَبْلُ كاف الْكافِرِينَ حسن مِنْ عَهْدٍ كاف، وكذا:
لفاسقين فَظَلَمُوا بِها صالح الْمُفْسِدِينَ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: إلا الحق بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، وكذا: الصادقين مُبِينٌ صالح لِلنَّاظِرِينَ حسن مِنْ أَرْضِكُمْ كاف، إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون وما قبله حكاية