عَنِ الْأَنْفالِ جائز. وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما قبله وَالرَّسُولِ كاف، لأن عنده انقضى الجواب. وقيل حسن لعطف الجملتين المختلفتين بالفاء ذاتَ بَيْنِكُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تام وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ حسن وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ تامّ، إن رفع الذين على الابتداء والخبر أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أو رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله أو نعتا أو عطف بيان يُنْفِقُونَ حسن إن لم يجعل أولئك خبر للذين للفصل بين المبتدإ والخبر حَقًّا كاف. وقيل: تامّ كَرِيمٌ كاف، إن علقت الكاف في كما بفعل محذوف، وذكر أبو حيان في تأويل «كما» سبعة عشر قولا.
حاصلها: أن الكاف نعت لمصدر محذوف أي: الأنفال ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك ربك، أو أصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك ربك، أو وأطيعوا الله ورسوله طاعة
محققة كما أخرجك ربك أو على ربهم يتوكلون توكلا حقيقيّا كما أخرجك ربك، أو هم المؤمنون حقّا كما أخرجك ربك، أو استقرّ لهم درجات استقرارا ثابتا كاستقرار إخراجك، فعلى هذه التقديرات الست لا يوقف على ما قبل الكاف لتعلقها بما قبلها، وإن علقت بما بعدها بتقدير يجادلونك مجادلة كما أخرجك ربك فهي متعلقة بما بعدها، أو لكارهون كراهية ثابتة كما أخرجك ربك، أو إن الكاف بمعنى إذ وما زائدة نحو وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ فمعناه وأحسن إذ أحسن الله إليك، لأن كما على هذا متعلقة بمضمر، فيسوغ الوقف على ما قبل كما، والتقدير: اذكر إذ
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ صالح أو مفهوم وتقدم ذكره مع نظائره في سورة البقرة لِلَّهِ وَالرَّسُولِ كاف، وكذا: ذات بينكم إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ تامّ، وكذا: يتوكلون، إن جعل ما بعده مبتدأ، فإن جعل بدلا من الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ