ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني
وقرأ مكي بالقصر والتنوين، وجمع الشاعر بين القصر والمدّ في قوله:
[الوافر]
بكت عيني وحقّ لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل
ونظير هذه القراءة ما قرئ به قوله أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ برفع الآية وهي ضعيفة وذلك أنه جعل اسم يكن نكرة، وخبرها معرفة، وهذا قلب ما عليه الباب ومن ذلك قول القطامي [الوافر]:
قفي قبل التفرق يا ضباعا ولا يك موقف منك الوداعا
وذلك أن قوله: أَنْ يَعْلَمَهُ في موضع نصب خبر يكن ونصب آية من وجهين: إما أن تكون خبرا ليكن وأن يعلمه اسمها، فكأنه قال: أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل آية لهم تَكْفُرُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن يُغْلَبُونَ كاف، ورأس آية في البصري والشامي، لأن: والذين مبتدأ يُحْشَرُونَ ليس بوقف لتعلق لام: ليميز بقوله: يُحْشَرُونَ ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنَ الطَّيِّبِ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله فِي جَهَنَّمَ كاف الْخاسِرُونَ تامّ ما قَدْ سَلَفَ حسن، للابتداء بالشرط الْأَوَّلِينَ كاف.
كل ما في كتاب الله من ذكر سنة الله، فهو بالهاء: إلا في خمسة مواضع فهو بالتاء المجرورة هنا: سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ وإِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
_
للمؤمنين، والضمير في ليعذبهم للكافرين ليفرق بينهما، وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكافرين وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ تامّ أَوْلِياءَهُ حسن. وقال أبو عمرو:
كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ وَتَصْدِيَةً كاف تَكْفُرُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كاف، وكذا: يغلبون، وفي جهنم الْخاسِرُونَ تامّ ما قَدْ سَلَفَ صالح سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ كاف كُلُّهُ لِلَّهِ صالح بَصِيرٌ كاف مَوْلاكُمْ حسن، وقال أبو


الصفحة التالية
Icon