الْعِقابِ كاف إن جعلت التقدير: اذكر إذ يقول دِينُهُمْ تامّ: لأنه آخر كلام المنافقين حَكِيمٌ تامّ كَفَرُوا بيان بين بهذا الوقف المعنى المراد على قراءة، يتوفى بالتحتية أن الفاعل هو ضمير يتوفى عائد على الله وأن الذين كفروا في محل نصب مفعول يتوفى، والملائكة مبتدأ، والخبر: يضربون، وأن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وكذا: إن جعل الذين كفروا فاعل، يتوفى بالتحتية، والمفعول محذوف. تقديره: يستوفون أعمالهم، والملائكة مبتدأ، وما بعده الخبر، فعلى هذين التقديرين الوقف على كفروا، وليس بوقف لمن قرأ: تتوفى بالفوقية أو التحتية، والملائكة فاعل، ويضربون في موضع نصب حال من الملائكة، وحينئذ الوقف على: الملائكة، ويبتدئ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ فبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم، ولم يصل الملائكة بما بعده لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة، والأولى أن لا يوقف على: كفروا، ولا على الملائكة، بل على قوله: وأدبارهم، أي: حال الإدبار والإقبال، وجواب لو محذوف تقديره: لرأيت أمرا عجيبا وشيئا هائلا فظيعا الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ جائز، والأولى وصله بكدأب آل فرعون، وتقدّم ما يغني عن إعادته في آل عمران فعليك به إن شئت. والدأب: العادة، أي: كدأب الكفار في مآلهم إلى النار مثل مآل آل فرعون لما أيقنوا أن موسى
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
حسن. وقال أبو عمرو: تامّ حَكِيمٌ تامّ وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا زعم بعضهم أنه وقف، وبعضهم أن الوقف على: الملائكة، ويبتدأ بيضربون أي: هم يضربون، والوقف على الموضعين عند القائل به وقف بيان وأراد الأوّل أن يبين به أن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وأن الله هو الذي يتوفاهم، وأراد الثاني أن يبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم بقرينة تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا ولم يصل لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة. والاختيار أن لا يوقف على الموضعين، بل على: وأدبارهم، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا فظيعا الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ صالح، والأحسن وصله بكدأب آل فرعون والذين من قبلهم، فيوقف عليه بِذُنُوبِهِمْ كاف، وكذا: