سورة التوبة مدنية (١)
إلا آيتين من أخرها لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ إلى آخرها، فإنهما نزلتا بمكة، وإنما تركت البسملة في براءة لأنها نزلت لرفع الأمان. قال حذيفة بن اليمان:
إنكم تسمونها التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه، أو لأنها تشبه الأنفال وتناسبها، لأن في الأنفال ذكر العهود، وفي براءة نبذها فضمت إليها، وقيل لما اختلفت الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال، أو سورتان تركت بينهما فرجة ولم تكتب البسملة، وهي مائة وتسع وعشرون آية في الكوفي، وثلاثون في عد الباقي اختلافهم في ثلاث آيات أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عدّها البصري إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً عدّها الشامي وَعادٍ وَثَمُودَ عدّها المدنيان والمكي، وكلمها ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة، وعلى قراءة ابن كثير ثمانية وتسعون كلمة، وحروفها عشرة آلاف وثمانمائة وسبعة وثلاثون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ستة عشر موضعا: عاهدتم من المشركين بعده، ثم لم ينقصوكم شيئا على أن أهل البصرة قد جاء عنهم خلاف فيه، وفي قوله: بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، والصحيح عنهم ما قدمناه، والذي في أوّل السورة مجمع على عدّه، وقاتلوا المشركين، برحمة منه ورضوان، وقلبوا لك الأمور، وفي الرقاب، ويؤمن
للمؤمنين من يلمزك في الصدقات عذابا
ـــــــــــــــــــــــــ
سورة التوبة مدنية وقيل: إلا الآيتين آخرها فمكيتان عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، وكذا: مخزي الكافرين، وكذا: ورسوله فَهُوَ
بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣) بصري، وَعادٍ وَثَمُودَ (٧٠) حجازي، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (٣٩) شامي، «التخليص» (٢٧٨).