يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ أحسن منه لَكاذِبُونَ كاف وزعم بعضهم أن الوقف على: عفا الله عنك، وغرّه أن الاستفهام افتتاح كلام، وليس كما زعم لشدّة تعلق ما بعده به، ووصله بما بعده أولى، وقول من قال: لا بدّ من إضمار شيء تكون حتى غاية له، أي: وهلا تركت الإذن لهم حتى يتبين لك العذر، الكلام في غنية عنه ولا ضرورة تدعو إليه لتعلق ما بعده به الْكاذِبِينَ كاف، ومثله: وأنفسهم، وبالمتقين، ويتردّدون لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وصله بما بعده أولى لحرف الاستدراك بعده، قرأ العامة عدّة بضم العين وتاء التأنيث، أي: من الماء والزاد والراحلة، وقرئ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً بفتح العين، وضمير له عائد على الخروج فَثَبَّطَهُمْ جائز الْقاعِدِينَ كاف. قيل هو من كلام بعضهم لبعض. وقيل من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم، والقاعدون النساء والصبيان يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ حسن: على أن الواو للاستئناف، وليس بوقف إن جعلت الجملة حالا من مفعول يبغونكم، أو من فاعله، ورسموا: ولا أوضعوا بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعلم زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به سَمَّاعُونَ لَهُمْ كاف، ومثله:
بالظالمين، وكذا: كارهون وَلا تَفْتِنِّي حسن: نزلت في الجد بن قيس. قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: هل لك في جلاد بني الأصفر: وكان لهم بنات لم يكن في وقتهنّ أجمل منهنّ، فقال الجد بن قيس ائذن لي في التخلف ولا تفتني بذكر بنات بني الأصفر، فقد علم قومي أني لا أتمالك عن النساء إذا رأيتهن.
واختلف في الابتداء بقوله: ائذن لي، فالكسائي يبدأ بهمزتين الثانية منهما ساكنة، ومن أدرج الألف في الوصل ابتدأ بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة، لأن القاعدة في الابتداء بالهمزة أن يكتب الساكن بحسب حركة ما قبله
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
كاف، وليس كذلك لتعلق ما بعده به وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ تامّ وَأَنْفُسِهِمْ كاف، وكذا: بالمتقين، ويتردّدون. وزعم بعضهم أنه يوقف على لَهُ عُدَّةً ولا أراه جيدا مَعَ الْقاعِدِينَ حسن سَمَّاعُونَ لَهُمْ
كاف بِالظَّالِمِينَ حسن، وكذا: كارهون،


الصفحة التالية
Icon