ومثله: يستبشرون إِلَى رِجْسِهِمْ حسن كافِرُونَ تامّ، على قراءة من قرأ ولا ترون بالتاء الفوقية، يعني به المؤمنين، لأنه استئناف وإخبار، ومن قرأ بالتحتية لم يقف على كافرون، لأن ما بعده راجع إلى الكفار وهو متعلق به، وأيضا فإن الواو واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام أَوْ مَرَّتَيْنِ كاف، وكذا: ولا هم يذكرون، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ثُمَّ انْصَرَفُوا حسن. وقال الفراء:
كاف لأن المعنى عنده: وإذا ما أنزلت سورة فيها ذكر المنافقين وعيبهم قال بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد إن قمتم. فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده متصل بالصرف إن جعل خبرا، وإن جعل دعاء عليهم جاز لا يَفْقَهُونَ تامّ مِنْ أَنْفُسِكُمْ كاف، وقرئ من أنفسكم بفتح الفاء، أي: من أشرفكم من النفاسة، وقيل الوقف على عزيز لأنه صفة رسول، وفيه تقديم غير الوصف الصريح، وهو من أنفسكم لأنه جملة على الوصف الصريح وهو عزيز لأنه مفرد ومنه وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ* فأنزلناه جملة ومبارك مفرد، ومنه يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وهي غير صريحة لأنها جملة مؤوّلة بمفرد، وقوله: أذلة أعزة صفتان صريحتان لأنهما مفردتان كما تقدم، وقد يجاب بأن من أنفسكم متعلق بجاء، وجوّز الحوفي أن يكون عزيز مبتدأ وما عنتم خبره، والأرجح أنه صفة رسول لقوله:
بعد ذلك حريص فلم يجعله خبرا لغيره، وادعاء كونه خبر مبتدإ محذوف لا حاجة إليه فقوله: حريص عليكم خطاب لأهل مكة، وبالمؤمنين رءوف رحيم عام لجميع الناس، وبالمؤمنين متعلق برءوف، ولا يجوز أن تكون المسألة من التنازع لأن من شرطه تأخر المعمول عن العاملين، وإن كان بعضهم قد خالف ويجيز زيدا ضربته فنصب زيدا بعامل مضمر وجوبا تقديره ضربت زيدا ضربته، وإنما كان الحذف واجبا، لأن العامل مفسر له، وقيل نصب زيدا
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
يَذَّكَّرُونَ كاف ثُمَّ انْصَرَفُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَفْقَهُونَ تام


الصفحة التالية
Icon