ما بعده وقيل موضعه رفع، أي: حقّا أنه يبدأ الخلق كما قال الشاعر:

أحقّا عباد الله أن لست داخلا ولا خارجا إلا عليّ رقيب
فرفع أن بعد حقّا لأنها لا تكسر بعد حقّا ولا بعد ما هو بمعناها، وقيل موضعها جرّ على إضمار حرف الجرّ، أي: وعد الله حقّا بأنه، وقرئ وعد الله فعل وفاعل ثُمَّ يُعِيدُهُ فيه ما مرّ في براءة من أن لام ليجزي لام كي بِالْقِسْطِ تام، لفصله بين ما يجزي به المؤمنون وما يجزي به الكافرون، وهو من عطف الجمل يَكْفُرُونَ تام، والحساب حسن. سئل أبو عمرو عن الحساب أتنصبه أم تجرّه، أي: هل تعطفه على عدد فتنصبه أو على السنين فتجرّه.
فقال: لا يمكن جرّه إذ يقتضي ذلك أن يعلم عدد الحساب، ولا يقدر أحد أن يعلم عدده إِلَّا بِالْحَقِّ كاف، على قراءة نفصل بالنون، وهي قراءة، وليس بوقف لمن قرأ بالتحتية، لأن الكلام يكون متصلا لأن ما بعده راجع إلى اسم الله تعالى في قوله، ما خلق الله ذلك فلا يقطع منه يَعْلَمُونَ تامّ ومثله، يتقون، ولا وقف من قوله: إن الذين لا يرجون إلى يكسبون، فلا يوقف على الدنيا لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على واطمأنوا بها كذلك، ولا على الغافلون، لأن أولئك خبر إن، فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، وكثيرا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية أخرى في المعنى لكونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو حالا مما قبلها، وإن جعل أولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثانيا والنار خبر الثاني.
والثاني وخبره خبر أولئك كان الوقف على غافلون كافيا يَكْسِبُونَ تامّ بِإِيمانِهِمْ حسن فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ تامّ، عند أحمد بن موسى
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
_
الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها ثُمَّ يُعِيدُهُ كاف وليس بتامّ لأن لام ليجزي لام كي ويأتي فيه ما مر في براءة بِالْقِسْطِ تامّ، وكذا: يكفرون والحساب إِلَّا بِالْحَقِّ حسن. وقال أبو عمرو في الجميع: كاف يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: يتقون، ويكسبون


الصفحة التالية
Icon