وقوف كافية، والوقف على: أن أنصح لكم، على أن في الآية تقديما وتأخيرا، وتقدير الكلام، إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم، فجواب الشرط الأول محذوف أو الشرط الثاني هو جواب الشرط الأول. قال أبو البقاء: حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الأول، لأن
الشرط الثاني معمول للأول، لأنه مقيد له نحو: إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك فقولك إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني، وإذا كان كذلك صار الشرط مقدما في الذكر مؤخرا في المعنى حتى إن أتاه ثم كلمه لم يجب الإكرام، ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب الإكرام على المرتضى من أقوال في توالي شرطين ثانيهما قيد للأول مع جواب واحد كقوله:
[البسيط]
إن تستعينوا بنا إن تذعروا تجدوا | منّا معاقل عزّ زانها كرم |
وقيل في الآية إضمار، أي: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله في مقدوره إضلالكم، فعلى هذا يوقف على لكم، ثم يبتدئ: إن
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
_
إلخ جوابه: إني إذا لمن الظالمين، وقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ، اعتراض بينهما الظَّالِمِينَ تامّ مِنَ الصَّادِقِينَ حسن إِنْ شاءَ كاف، وكذا: بِمُعْجِزِينَ،
إلخ جوابه: إني إذا لمن الظالمين، وقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ، اعتراض بينهما الظَّالِمِينَ تامّ مِنَ الصَّادِقِينَ حسن إِنْ شاءَ كاف، وكذا: بِمُعْجِزِينَ،