سَلاماً حسن: أي سدادا من القول، والمعنى سلمنا سلاما أو قولا ذا سلامة لم يقصد به حكاية قالَ سَلامٌ جائز، وسلام خبر مبتدإ محذوف، أي:
أمري وأمركم سلام، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: عليكم سلام حَنِيذٍ كاف لا تَخَفْ جائز، وقال نافع: تامّ، وخولف لأن الكلام متصل قَوْمِ لُوطٍ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال فَضَحِكَتْ تامّ، على أن لا تقديم في الكلام ولا تأخير، ويكون المعنى أنهم لما لم يأكلوا من طعام إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم خافهم، فلما تبينوا ذلك في وجهه قالوا لا تخف فضحكت امرأته سرورا بالبشارة بزوال الخوف، وهذا قول السدي، والرسل هنا جبريل وميكائيل وإسرافيل، ذكره جماعة من المفسرين. وقال قتادة: ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب، وقال وهب: ضحكت تعجبا من أن يكون لها ولد وقد هرمت. وقيل ضحكت حين أخبرتهم
الملائكة أنهم رسل، وقيل كانت قالت لإبراهيم سينزل بهؤلاء القوم عذاب فلما جاءت الرسل سرّت بذلك. وقيل ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة وهو يقوم بمائة رجل. وقال مجاهد: ضحكت بمعنى حاضت. قال الفراء:
لم أسمعه من ثقة، ووجهه أنه كناية. وقال الجمهور: هو الضحك المعروف، وقيل هو مجاز معبر به عن طلاقة الوجه وسروره بنجاة أخيها لوط وهلاك قومه فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ كاف، لمن قرأ يعقوب بالرفع بالابتداء، والتقدير:
ويعقوب من وراء إسحاق، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم، أو رفع يعقوب على أنه فاعل، أي: واستقرّ لها من وراء إسحاق يعقوب، وجائز لمن قرأه بالنصب عطفا على موضع بإسحاق،
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
صالح مَكْذُوبٍ كاف، وكذا: يومئذ، والعزيز كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن بُعْداً لِثَمُودَ تامّ قالُوا سَلاماً كاف، وكذا: حنيذ قالُوا لا تَخَفْ صالح.
وكذا: إلى قوم لوط، وفضحكت. وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ كاف لمن قرأ يَعْقُوبَ بالرفع بالابتداء، والتقدير: ويعقوب من وراء إسحاق، وجائز


الصفحة التالية
Icon