كما تقول لن أقوم والله، فما قبل القسم قد كفى عن جوابه، والجواب محذوف، أي: وحق الذي فطرنا لا نؤثرك على الحق، والأصح أن الواو للعطف على ما جاءنا، أي: وعلى الذي فطرنا لما لاحت لهم حجة الله في المعجز ما أَنْتَ قاضٍ حسن، ومثله: الحياة الدنيا خَطايانا ليس بوقف، لأن موضع ما نصب بالعطف على خطايانا، أي: ويغفر لنا ما أكرهتنا عليه من السحر، فما اسم ناقص، ومن جعل ما نافية وقف على خطايانا مِنَ السِّحْرِ تامّ وَأَبْقى تامّ، على أن ما بعده من كلام الله، وليس بوقف إن جعل من كلام
السحرة مُجْرِماً ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد جَهَنَّمَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن كان صفة لها وَلا يَحْيى كاف الدَّرَجاتُ الْعُلى كاف، إن رفعت جنات على الاستئناف خبر مبتدإ محذوف وجائز إن رفعتها بدلا من الدرجات، وإنما جاز الوقف لأنه رأس آية خالِدِينَ فِيها حسن مَنْ تَزَكَّى تامّ يَبَساً كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لطريقا، بمعنى لا تخاف فيه، وكذا ليس بوقف على قراءة حمزة، لا تخف بالجزم جواب الأمر وهو فاضرب، أي: أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخف دركا. ثم تبتدئ ولا تخشى، فلا نافية، أي: أي وأنت لا تخشى غرقا، وإن جعلته مجزوما بالعطف على لا تخف لم يوقف على دركا، ويجوز جعل لا تخاف جواب الأمر وأثبتوا الألف فيه قياسا على قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمى | بما لاقت لبون بني زياد |
..................................
عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ مفهوم عَذاباً وَأَبْقى حسن، وكذا: والذي فطرنا، و: ما أنت قاض، وهذه الحياة الدنيا مِنَ السِّحْرِ تامّ، وكذا: خير وأبقى وَلا يَحْيى كاف الدَّرَجاتُ الْعُلى صالح، وإنما جاز ذلك مع أن جنات بدل من الدرجات لأنه رأس آية خالِدِينَ فِيها تامّ وكذا: من تزكى فِي الْبَحْرِ يَبَساً صالح وَلا تَخْشى