ذلك إشارة إلى اجتناب الرجس والزور شَعائِرَ اللَّهِ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْقُلُوبِ كاف أَجَلٍ مُسَمًّى جائز الْعَتِيقِ تامّ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ حسن إِلهٌ واحِدٌ جائز فَلَهُ أَسْلِمُوا حسن الْمُخْبِتِينَ في محل الذين الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجرّ من ثلاثة. فإن رفعت الذين خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على المخبتين تاما، وكذا: إن رفع مبتدأ والخبر محذوف أو جعل في محل نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا أو بيانا لما قبله عَلى ما أَصابَهُمْ ليس بوقف لأن قوله: والمقيمي الصلاة عطف على: الصابرين يُنْفِقُونَ تامّ: ورسموا والمقيمي بياء كما ترى- وانتصب والبدن- على الاشتغال فكأنه قال: وجعلنا البدن جعلناها كما قال الشاعر:

أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا
والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا
مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ حسن، ومثله: لكم فيها خير، ومثله: صواف، وتقرأ صواف على ثلاثة أوجه: صواف بتشديد الفاء، أي: مصطفة لأنها تصف ثم تنحر، وصوافي بالياء جمع صافية، أي: خوالص لله، وبها قرأ الحسن وصوافن بالنون واحدتها صافنة، أي: إن البدن تنحر قائمة وتشدّ واحدة من قوائمها فتبقى قائمة على ثلاثة، وبها قرأ ابن عباس، فعند الحسن يوقف على الياء، وعند ابن عباس يوقف على النون، والباقون يقفون على الفاء مشدّدة جُنُوبُها ليس بوقف، لأن ما بعده الفاء جواب إذا، وكذا:
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
_
الْقُلُوبِ كاف أَجَلٍ مُسَمًّى جائز الْعَتِيقِ حسن مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ كاف إِلهٌ واحِدٌ جائز فَلَهُ أَسْلِمُوا حسن يُنْفِقُونَ حسن لَكُمْ فِيها خَيْرٌ


الصفحة التالية
Icon