النفي وَظَنُّوا تامّ. قاله أبو حاتم السجستاني: والأجود الوقف على من قبل والابتداء بقوله: وظنوا مِنْ مَحِيصٍ تام مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ حسن، وكاف عند أبي حاتم، وهو مصدر مضاف لمفعوله وفاعله محذوف، أي: هو قَنُوطٌ كاف هذا لِي ليس بوقف، لكراهية الابتداء بما لا يقوله المسلم، وهو وما أظن الساعة قائمة، وتقدّم أن هذا ومثله: لا كراهة فيه، ونقل عن جماعة كراهته وليس كما ظنوا، لأن الوقف على جميع ذلك القارئ غير معتقد لمعناه، وإنما ذلك حكاية عن قول قائله، حكاه الله عمن قاله ووعيد ألحقه الله بقائله، والوصل والوقف في المعتقد سواء كما تقدّم عن النكزاوي لَلْحُسْنى كاف، للابتداء بالوعيد غَلِيظٍ تامّ بِجانِبِهِ جائز.
وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأصح التفريق بينهما عَرِيضٍ تامّ. ثم كفرتم به ليس بوقف، لأن قوله:
من أضلّ في موضع المفعول الثاني ل أرأيتم بَعِيدٍ تامّ، للابتداء بالسين فِي الْآفاقِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله، ومثله: في عدم الوقف، وفي أنفسهم لأن الذي بعده قد عمل فيه ما قبله أَنَّهُ الْحَقُّ تامّ، للابتداء بالاستفهام، ومثله في التمام شهيد، وكذا: من لقاء ربهم، آخر السورة، تامّ.
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
له أبو حاتم: والمعنى وظنوه حقّا، والأحسن الوقف على مِنْ قَبْلُ والابتداء بقوله:
وظنوا بمعنى علموا مِنْ مَحِيصٍ تامّ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ مفهوم، وقال أبو عمرو كأبي حاتم: كاف قَنُوطٌ كاف، وكذا: للحسنى غَلِيظٍ تام، وكذا: عريض، وبعيد والحق، وشهيد، ومن لقاء ربهم، وآخر السورة.