التشبيه الْحَمِيمِ كاف الْجَحِيمِ ليس بوقف، لأن ثم حرف عطف الْحَمِيمِ كاف، ومثله: ذق لمن كسر همزة إنك على الابتداء، وليس بوقف لمن فتحها. والمعنى ذق وبال هذا القول وجزاءه لأنك كان يقال لك العزيز الكريم، وهو قول خزنة النار لأبي جهل على الاستهزاء، فعلى هذا يوقف على الحميم. ثم يبتدئ ذق وهي قراءة الكسائي الْكَرِيمُ كاف تَمْتَرُونَ تامّ، لانتقاله من صفة أهل النار إلى صفة أهل الجنة، ولا يوقف من قوله: إن المتقين إلى متقابلين، فلا يوقف على أمين لتعلق الظرف، ولا على وعيون إن جعل ما بعده حالا وإن جعل يلبسون خبرا ثانيا حسن الوقف عليه مُتَقابِلِينَ كاف، على أن الكاف في كذلك في محل رفع، أي: الأمر كذلك، وقيل: الوقف على كذلك، أي: كذلك نفعل بالمتقين، أو كذلك حكم الله لأهل الجنة فالتشبيه من تمام الكلام بِحُورٍ عِينٍ كاف آمِنِينَ جائز، وقيل: لا يجوز لأن ما بعده صفة لهم، لأن الأمن إنما يتمّ بأن لا يذوقوا الموت إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى حسن، على أن الاستثناء متصل، أي: لا يذوقون فيها الموت بعد الموتة الأولى في الدنيا وبعد توضع موضع إلا في مواضع لنقرّب المعنى، وبعض الناس يقف على الموت. قال لأنه كلام مفيد وما بعده استثناء ليس من الأول، قاله النكزاوي عَذابَ الْجَحِيمِ جائز، إن نصب فضلا لفعل مقدّر، أي: تفضلنا بذلك تفضلا، وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول من أجله، والعامل فيه يدعون أو ووقاهم فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ كاف الْعَظِيمُ تامّ يَتَذَكَّرُونَ كاف، آخر السورة، تامّ.
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
الْحَمِيمِ كاف. وكذا: ذق لمن قرأ إنك بالكسر، وليس بوقف لمن قرأه بالفتح، أي:
ذق لأنك الْكَرِيمُ حسن تَمْتَرُونَ تامّ مُتَقابِلِينَ حسن، وقيل: الوقف على كذلك بِحُورٍ عِينٍ صالح آمِنِينَ كاف الْأُولى جائز، وكذا: عذاب الجحيم مِنْ رَبِّكَ تامّ الْعَظِيمُ كاف يَتَذَكَّرُونَ صالح آخر السورة تام.


الصفحة التالية
Icon