مِرَّةٍ كاف، لأنه نعت شديد القوى ثم نبتدئ كذا عند بعضهم، فضمير استوى لجبريل، وهو لمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وقيل بالعكس. وهذا الوجه الثانى أنما يتمشى مع قول الكوفيين، لأن فيه العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير تأكيد بالمنفصل، والمعنى أن جبريل استوى مع محمد بالأفق الأعلى وهو ضعيف، وعليه لا يوقف على فاستوى، ويجوز إن جعل وهو مبتدأ وبالأفق خبر الْأَعْلى كاف فَتَدَلَّى جائز أَوْ أَدْنى حسن ما أَوْحى كاف، ومثله: ما أرى، وكذا: ما يرى نَزْلَةً أُخْرى ليس بوقف، لأن قوله: عند سدرة المنتهى ظرف للرؤية، ومثله: في عدم الوقف المأوى، لأن إذ يغشى ظرف لما قبله ما يَغْشى كاف، ومثله: وما طغى: الْكُبْرى تامّ الْعُزَّى ليس بوقف، لأن- ومنوة- منصوب بالعطف على العزى، ورسموا منوة بالواو كما ترى الْأُخْرى حسن، وقيل تامّ: للابتداء بالاستفهام الإنكارى الْأُنْثى كاف، ومثله: ضيزى، وقيل تامّ: قرأ ابن كثير ضئزى بهمزة ساكنة، والباقون بياء مكانها، ومعنى ضئزة جائرة، فقراءة العامة من ضاز الرجل الشيء يضوزه بغير همز ضوزا إذا فعله على غير استقامة، ويقال ضأزه يضأزه بالهمزة: نقصه ظلما وجورا، وأنشد الأخفش على لغة الهمز:
فإن تنأ عنّا ننقصك وإن تغب | فسهمك مضئوز وأنفك راغم |
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
ضلّ صاحبكم، بل على يُوحى وهو كاف ذُو مِرَّةٍ كاف، ولا يوقف على: شديد القوى لأن ما بعده نعت له فَاسْتَوى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى صالح ما أَوْحى حسن.
وقال أبو عمرو فيهما: كاف ما رَأى حسن ما يَرى كاف ما يَغْشى صالح وَما طَغى كاف الْكُبْرى حسن وَلَهُ الْأُنْثى صالح ضِيزى كاف، وكذا: