أَعْلَنْتُمْ تامّ، للابتداء بالشرط سَواءَ السَّبِيلِ كاف، ومثله: وألسنتهم بالسوء، على استئناف ما بعده لَوْ تَكْفُرُونَ تامّ، ومثله: ولا أولادكم إن جعل يوم القيامة ظرفا للفصل، وليس بوقف إن علق بتنفعكم، وحينئذ لا يوقف على بينكم، بل على يوم القيامة، إذ يصير ظرفا لما قبله فكأنه قال: لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم في هذا اليوم بَصِيرٌ تامّ، ولا وقف من قوله: قد كانت لكم إلى قوله لاستغفرن لك، وذلك أن قوله: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم إلا قوله لأبيه في معنى تأسوا بإبراهيم إلا قوله لأبيه، على أن الاستثناء متصل وهو مستثنى من قوله: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه، والمعنى إلا قول إبراهيم لأبيه: لأستغفرنّ لك، فليس لكم في هذه أسوة، لأن استغفار المؤمنين للكافرين كفعل إبراهيم غير جائز أنزل الله في ذلك: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرّأ منه، ومن جعله منقطعا وقف على قوله وحده.
قال أبو حيان: والظاهر أنه مستثنى من مضاف لإبراهيم، فالقول ليس مندرجا تحته، لكنه مندرج تحت مقالات إبراهيم، انظره إن شئت مِنْ شَيْءٍ كاف، على الوجهين أَنَبْنا حسن الْمَصِيرُ تام كَفَرُوا حسن، ومثله: ربنا الْحَكِيمُ تامّ، وبعضهم جعل قوله: ربنا عليك توكلنا إلى الحكيم متصلا، فلا يوقف على: حسنة، لأن قوله: لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ بدل من ضمير الخطاب، وهو لكم بدل بعض من كل وَالْيَوْمَ الْآخِرَ كاف، للابتداء
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
علق بتنفعكم لم يوقف على: أولادكم، ولا بينكم، بل على: يوم القيامة، وهو صالح، ثم على: بصير، وهو تامّ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: الحكيم وَالْيَوْمَ الْآخِرَ حسن الْحَمِيدُ تامّ مَوَدَّةً صالح رَحِيمٌ تامّ إِلَيْهِمْ كاف الْمُقْسِطِينَ حسن أَنْ تَوَلَّوْهُمْ كاف