أَحْمَدُ كاف بِالْبَيِّناتِ ليس بوقف، لأن الذي بعده جواب فلما مُبِينٌ تامّ إِلَى الْإِسْلامِ كاف، ومثله: الظالمين، على استئناف ما بعده بِأَفْواهِهِمْ حسن مُتِمُّ نُورِهِ ليس بوقف على القراءتين، قرأ الأخوان وحفص وابن كثير بإضافة متمّ لنوره، والباقون بتنوينه ونصب نوره، وجملة والله متمّ حالية من فاعل يريدون أو يطفئوا، وقوله: ولو كره حال من هذه الحال، وجواب لو ما قبله قد قام مقامه، أي: الله أتمّ دينه وأظهره على سائر الأديان كلها، وكذا: يقال في قوله: ولو كره المشركون الْكافِرُونَ تامّ وَدِينِ الْحَقِّ ليس بوقف، لأن بعده لام كي، ومثله: في عدم الوقف كله، لأن قوله: ولو كره قد قام ما قبله مقام جوابه الْمُشْرِكُونَ تامّ أَلِيمٍ كاف، إن جعل تؤمنون خبر مبتدإ محذوف، أي: تلك التجارة هي تؤمنون، فالخبر نفس المبتدإ، فلا يحتاج لرابط، وكذا: إن جعل تؤمنون بمعنى آمنوا بمعنى الأمر، لأن بعده يغفر مجزوم على جواب الأمر، ونظير ذلك قول
العرب، اتقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه، معناه ليتق الله فانجزم قوله يثب على تقدير هذا الأمر، فكذلك انجزم يغفر على تقدير آمنوا وجاهدوا، وليس أليم بوقف إن جعل تؤمنون بمعنى أن تؤمنوا، فهو منصوب المحل تفسيرا للتجارة، فلما حذف أن ارتفع الفعل كقوله:
ألا أيها الزاجري أحضر الوغى
الأصل أن أحضر فكأنه قال: هل أدلكم على تجارة منجية إيمان وجهاد، وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل، قاله المبرد، وعليه فلا يوقف من قوله: تؤمنون إلى قوله: في جنات عدن، لأن يغفر مجزوم على جواب الأمر، فلا يفصل بين الأمر وجوابه بالوقف، وقال الفراء: هو مجزوم على جواب الاستفهام، وهو قوله: هل أدلكم، واختلف الناس في تصحيح هذا القول. فبعضهم غلطه،
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
أَحْمَدُ كاف مُبِينٌ تامّ الْإِسْلامِ كاف الظَّالِمِينَ حسن الْكافِرُونَ تامّ، وكذا: المشركون أَلِيمٍ كاف وَأَنْفُسِكُمْ حسن، عند بعضهم


الصفحة التالية
Icon