ما بعده جواب: فأما الْمَأْوى الأولى: كاف فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى تامّ مُرْساها جائز، على استئناف ما بعده، وهو: «فيم» خبر مقدّم «وأنت» مبتدأ مؤخر. وقيل: الوقف على قوله: فيم، وهو خبر مبتدإ محذوف، أي:
فيما هذا السؤال الذي يسألونه ثم تبتدئ بقوله: أنت من ذكراها أي:
إرسالك وأنت خاتم الأنبياء وآخر الرسل المبعوث في نسم الساعة ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها فكفاهم بذلك دليلا على دنوّها ومشارفتها ووجوب الاستعداد لها، ولا معنى لسؤالهم عنها. قاله الزمخشري. انظر السمين، أي: لست في شيء من علمها، أي: لا تعلمها، فهو سؤال تعجب من كثرة ذكرهم لها وسؤالهم عنها مُنْتَهاها كاف مَنْ يَخْشاها جائز، قرأ العامة مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا، فمن في محل جرّ بالإضافة، وعلى القراءة بالتنوين، فمن في محل نصب مفعولا، وقرأ عمر بن عبد العزيز بالتنوين، خصّ الإنذار للخاشعين وإن كان منذرا للخلق أجمعين، لأنهم هم المنتفعون به، آخر السورة: تامّ.
سورة عبس مكية (١)
أربعون آية في الشامي، كلمها مائة وثلاث وثلاثون كلمة، وحروفها خمسمائة وثلاثون حرفا.
ـــــــــــــــــــــــــ
وَلِأَنْعامِكُمْ حسن لِمَنْ يَرى تامّ الْمَأْوى الأولى: كاف، والثانية: تامّ مِنْ ذِكْراها صالح مُنْتَهاها أصلح منه مَنْ يَخْشاها مفهوم. آخر السورة: تامّ.
سورة عبس مكية الْأَعْمى حسن الذِّكْرى أحسن منه تَصَدَّى حسن، وكذا: يزّكى
وَلِأَنْعامِكُمْ [٣٢] حجازي، كوفي، الصَّاخَّةُ [٣٣] غير شامي، إِلى طَعامِهِ تركها المدني الأخير، وانظر: «جمال القراء» (١/ ١٨٩).