فكان الشيخ يعلمهم المناسك ويعلمهم آداب السفر وذلك أن للسفر فى الجو الإسلامى آدابا معينة هى من آداب الإسلام.
وكان يحث رفاقه على الصلاة ويعلمهم القصر أثناء السفر والجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء.
وكان هو يكثر فى الطريق من قراءة القرآن، ومن الذكر والصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلم.
أما حينما يكون بمكة فإنه يكثر من الطواف فإنه العبادة المفضلة فيما يتعلق بالنوافل حينما يكون الإنسان بالمسجد الحرام.
وكان يكثر من الصوم فى السفر وفى مكة.
وكان يؤثر على نفسه فقد كان يحاول دائما أن يكون من الذين يؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة.
ويقول المؤرخون: أجمع أهل مصر على صلاحه ووصفوه بالعلم والعمل، ووصفوه بالزهد والورع، ووصفوه بكثرة النسك والعبادة. ومما يدل على اتجاهه إلى العبادة ومرضات الله تعالى أنه حينما كان يحل شهر رمضان يعتكف فى أول يوم من الشهر ويستمر فى المسجد عابدا مصليا قائما قارئا للقرآن ولا يخرج من الجامع إلا بعد صلاة العيد.
ويقول المؤرخون حينما ينتهون من الحديث عن حياته:
«وبالجملة: كان آية من آيات الله تعالى، وحجة من حججه على خلقه».
ومع أنه كان بهذه المكانة العلمية والاجتماعية، فإنه كان يؤثر «الخمول» كما تقول الكتب التى تؤرخ له، وما كان الشيخ خاملا، كلا، وهو صاحب هذا النشاط الجم، وإنما يقصدون بالخمول أنه ما كان يجرى وراء دنيا وما كان يتهافت على المناصب ولا يقف بأبواب الحكام.