رئيس العلوم الدينية ورأسها، ومبنى قواعد الشرع واساسها، وكان كتاب الجلالين من أجل كتب التفسير، واجمع على الاعتناء به الجم الغفير، من أهل البصائر والتنوير، وجاءنى الداعى الالهى بقراءته، فاشتغلت به على حسب عجزى، ووضعت عليه ملخصة من حاشية شيخنا العلامة المحقق المدقق الورع الشيخ سليمان الجمل، مع زوائد وفوائد فتح بها مولانا من نور كتابه وإنما اقتصرت على تلخيص تلك الحاشية لكونى وجدتها ملخصة من جميع كتب التفسير التى بأيدينا تنسب لنحو عشرين كتابا منها البيضاوى وحواشيه، وحواشى هذا الكتاب... ومنها الخازن والخطيب والسمين وأبو السعود والكواشى والبحر والنهر والساقية والقرطبى والكاشف وابن عطية والتحبير والاتقان، ولم انسب العبارات لاصحابها غالبا اكتفاء بنسبة الأصل، والله على ما أقول وكيل، وهو حسبى وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى..
وقد تلقيت هذا الكتاب من أوله إلى آخره مرتين عن العلامة الصوفى سيدى الشيخ سليمان الجمل وعن الامام أبى البركات العارف بالله تعالى استأذنا الشيخ أحمد الدردير، وعن أستاذنا العلامة الشيخ الامير، وكل من هؤلاء الأئمة تلقاه عن تاج العارفين شمس الدين سيدى محمد بن سالم الحفناوى، وعن أبى الحسن سيدى الشيخ على الصعيدى العدوى ومما يرويه فى مقدمته.
هذا الترتيب الذى نقرؤه توقيفى.
ونزل القرآن على النبى صلّى الله عليه وسلم فى ثلاث وعشرين سنة على حسب الوقائع لقول الله تعالى:- وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (سورة الفرقان: ٣٣) لكنه نزل لا على هذا الترتيب، فإنه نزل عليه ثلاث وثمانون سورة بمكة قبل الهجرة وبالمدينة احدى وثلاثون على التحقيق.
فأول ما نزل بمكة: اقرأ.