وتصفحت ما قدر لى من تفاسير السابقين وتعرفت- حين درست- ما تخللها من الغث والثمين- ورأيت كلا- بقدر وسعه- حام حول مقاصده، وبمقدار طاقته جال فى ميدان دلائله وشواهده، وبعد أن صرفت فى الكشف عن حقائقه شطرا من عمرى ووقفت على الفحص عن دقائقه قدرا من دهرى أردت أن انخرط فى سلك مفسريه الأكابر قبل أن تبلى السرائر وتفنى العناصر).
وقد استخار الله تعالى فى تسميته وتأليفه ثم شرع فى تنفيذ ما عزم عليه فكان هذا الكتاب الجليل.
وكان شروعه فى هذا التفسير بعد تكرار الاستخارة فى العشر الأول من شوال سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف من الهجرة وما أن تم هذا العمل الجليل حتى تفسيرا حافلا فى سبعة عشر مجلدا.
فسد فراغا وحقق نفعا للعامة والخاصة ونفع الله به المسلمين.
والناظر فى هذا التفسير يجد أن مؤلفه قد أفرد جزءا كاملا مقدمة لتفسيره وفى هذه المقدمة يتجلى منهجه فى التفسير بل فى التأليف عموما.
لقد ناقش قضايا عامة وخطيرة فيما يتصل بالتفسير ونقل كثيرا عن مشاهير العلماء فى الأصول والتفسير وسائر العلوم القرآنية.
لقد تحدث عن مصادر التفسير وعد أن أصولها أربعة:
الأول: النقل عن النبى صلّى الله عليه وسلم وعلى المفسر بطريق النقل أن يحذر من الضعيف والموضوع.
الثانى: الأخذ بقول الصحابى اذ هو المعاصر للتنزيل والفاهم لجو القرآن.
الثالث: الأخذ بمطلق اللغة.
الرابع: التفسير بما يقتضيه معنى الكلام ومفهوم الشرع.
ومصادر مقدمته غالبا من الشيوخ المعروفين:


الصفحة التالية
Icon