العصر فى سهولة التعبير، ومراعاة اقبال صنوف القارئين، وكشف شبهات المشتغلين بالفلسفة والعلوم الطبيعية وغيرها إلى غير ذلك مما تراه قريبا هو ما يسره الله بفضله لهذا العاجز...
والناظر فى تفسير الشيخ رشيد رضا يجد فيه روح الشيخ الإمام محمد عبده وكلامه وآراءه ووقفاته الكريمة لفهم كتاب الله الحكيم.
رحم الله الشيخ رشيد رضا واستاذه الامام محمد عبده وجزاهما عن المسلمين خير الجزاء.
نموذج من تفسيره
قال فى قوله: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة: ٥) هاهنا إشارتان، والمشار إليه عند الجمهور واحد وهو ما فى الآيتين السابقتين الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ (سورة البقرة:
٣) والذين يؤمنون بما انزل (إليك)، من غير أهل الكتاب والمؤمنين منهم، وكرر الاشارة للاعلام بأنه لا بدّ عن تحقيق الوصفين لتحقق الحكم بأنهم على هدى وأنهم هم
المفلحون، كما قال بعضهم وهو تكلف ظاهر وكذا قولهم: ان تنكير «هدى» هنا للتعظيم، وشيخنا قد جعل الاشارتين لنوعى المؤمنين المذكورين فى الآية السابقة بأسلوب اللف والنشر المرتب.
قال: ان الاشارة الأولى أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ فى هذه الآية للفرقة الولى: وهم الذين ينتظرون الحق لانهم على شىء منه- كما يدل عليه تنكير «هدى» الدال على النوع، وينتظرون بيانا من الله تعالى ليأخذوا به