سمى الله سبحانه قرضا ما ينفق فى سبيله وفى وجوه الخير ابتغاء مرضاته.
والقرض- كما سبق بيانه- ما يعطى على شرط الرد، ففي ذلك دلالة على انه سيرده الى المنفق، ثم ذكر صراحة انه سيعطيه اجرا كريما وانه سيضاعف هذا الاجر الكريم، ولا يوجد ما هو ابلغ فى الحث على الصدقة والاحسان من هذا التعبير يقول الله سبحانه: هذه يدى بسطتها اريد قرضا سارده وسأجزى عليه لكل كريما مضاعفا، فمن يسمع هذا ولا يبادر الى الاجابة ويتمم عقد القرض مع الله؟
فالجملة مسوقة مساق التمثيل، واثرها ظاهر فى النفس، وهى ابلغ من كل عبارة تقال فى الحث على الصدقة، وقد ذكروا ان يهوديا قال عند نزول هذه الآية: ما استقرض اله محمد حتى افتقر، فلطمه ابو بكر، فشكا اليهودى الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال لأبي بكر: ما اردت بهذا؟ قال: ما ملكت نفسى ان لطمته، ولم يقلها اليهودى الا استهزاء وحمقا وجهلا.
وقد ذكروا فى شروط القرض الحسن وجوها:
ان يكون حلالا، فان الله طيب لا يقبل الا الطيب، وان لا يكون رديئا وان يعطى للاحوج فالاحوج، وان يكتم الصدقة ولا يتبعها المن والاذى، وان يقصد بها وجه الله دون الرياء، وان لا يستكثرها وان كانت كثيرة، وان تكون من المال المحجوب عنده وان لا يرى لنفسه عزة الغنى ويرى للفقير ذلة الفقر، وان يكون الانفاق فى حال رجاء الحياة وطول الامل.
وقد اكثر الله سبحانه فى القرآن من الحث على الصدقات وباساليب مختلفة، وفى سورة البقرة طائفة من الآيات نورد بعضها هنا تتمة لموضوع الصدقة.
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا


الصفحة التالية
Icon