وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ، وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ، انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. (الأنعام: ٩٧، ٩٨، ٩٩) يقول:
«إن الله فالق» شاق «الحب» بالنبات «والنوى» من النخل «يخرج الحى كالإنسان والطير» من الميت «كالنطفة والبيضة» ومخرج الميت «كالنطفة والبيضة» من الحى «من الإنسان والطير» ذلكم الله «هو القادر على ذلك» فانى «فكيف» «تؤفكون» تصرفون عن توحيده، مع هذه الدلائل الواضحة- «فالق الإصباح» شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل- وقرئ الأصباح بفتح الهمزة، فالق بالنصف «وجعل الليل سكنا» يسكن فيه الخلق من التعب، لأن فيه النوم، والنوم به الراحة، وقرئ.. وجعل الشمس والقمر وقرئ
بالجر، وقرئ بالرفع «حسبانا» تحسب بهما الأوقات «ذلك» تسييرهما بالحساب «تقدير العزيز» مقدرة لهما على السير المطلوب منهما العليم بكيفية سيرهما «وهو الذى جعل» خلق «لكم النجوم» رحمة منه لتهتدوا بها «فى سيركم» فى ظلمات البر والبحر وتعرفوا بها الجهات «قد فصلنا» بينّا الآيات الدالات على كمال قدرتنا «لقوم يعلمون» وفى ذلك يتفكرون، وفى الخبر قال صلّى الله عليه وسلم: «تعلموا من النجوم ما تهتدون به فى ظلمات البر والبحر، ثم انتهوا» أخرجه ابن مردويه فى تفسيره «وهو الذى انشأكم» خلقكم «من نفس واحدة» أى آدم «فمستقر» فى الاصلاب ومستودع فى الارحام، «قد فصلنا الآيات» بيناها «لقوم يفقهون» وعن الله يفهمون «وهو الذى أنزل من السماء» لإغائة عباده «ماء» مطرا «فأخرجنا» لرزق عباده «به» الضمير للماء «نبات» نبت كل شىء من أصناف المنبت «فأخرجنا منه» أى من النبات «خضرا»


الصفحة التالية
Icon