وعند تفسيره لقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (سورة البقرة: الآية ١٨).
ذكر: «قال صاحب الكشاف: فإن قلت هل يسمى ما فى الآية استعارة؟ قلت: مختلف فيه، والمحققون على تسميته تشبيها بليغا لا استعارة، لأن المستعار له مذكور وهم المنافقون» أ. هـ أى لأن الاستعارة تعتمد على لفظ المستعار منه، أو المستعار له فى جملة الاستعارة، فمتى ذكرا معا فهو تشبيه، ولا يضر ذكر لفظ المستعار له فى غير جملة الاستعارة لظهور أنه لولا العلم بالمستعار له فى الكلام لما ظهرت الاستعارة، ولذلك اتفقوا على أن قول ابن العميد:

قامت تظللنى من الشمس نفس أعز علىّ من نفسى
قامت تظللنى ومن عجب شمس تظللنى من الشمس
إن قوله" شمس" استعارة، ولم يمنعهم من ذلك ذكر المستعار له قبل قوله" نفس أعز" وضميرها فى قوله" قامت تظللنى"، وكذا إذا كان لفظ المستعار غير مقصود ابتناء التشبيه عليه لم يكن مانعا من الاستعارة كقول أبى الحسن بن طباطبا:
لا تعجبوا من يلى غلالته قد ذرّ أزراره على القمر
فإن الضمير لم يذكر ليبنى عليه التشبيه، بل جاء التشبيه عقبه» (١).
وعن شروط التأويل الصحيح ذكر فى تفسيره لقوله تعالى:
وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة البقرة: ٤٢)
(١) التحرير والتنوير، ج ١، ص ٣١٤.


الصفحة التالية
Icon