أخوك الذى إن ربته قال إنما أرتب وإن عاتبته لان جانبه (١)
وفى الحديث «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» أى دع الفعل الذى يقربك من الشك فى التحريم إلى فعل آخر لا يدخل عليك فى فعله شك فى أنه مباح (٢).
ويعنى ابن عاشور هنا بتوضيح معنى" الريب" وأصل هذه الكلمة، ويأتى بشاهد من القرآن، ويبين حركة النفس فى حال الشك وما يصاحبها من قلق غلب عليه" الريب"
فصار حقيقة عرفية، ويأخذ فى شرح" رابه" دون همزة أو عند دخولها عليه، ثم يقارن بينهما من حيث الأقرب إلى كلام العرب كما ذكره أبو زيد، ويأتى ببيت بشار لتوضيح الفرق بينهما، ثم بحديث يفسر به المقصود من" الريب".
وبعد فراغه من ذلك يتناول بالتفصيل معنى" هُدىً" لغويا ويتتبع نظائره ودلالته والمنقول منه، وما استقر عليه معناه فى الشرع وأثره على المتقين.
وقوله هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الهدى اسم مصدر الهدى، ليس له نظير فى لغة العرب إلا سرّى وتقى وبكى ولفى مصدر لفى فى لغة قليلة، وفعله هدى هديا يتعدى إلى المفعول الثانى بإلى، وربما تعدى إليه بنفسه على طريقة الحذف المتوسع (٣).
«والهدى على التحقيق هو الدلالة التى من شأنها الإيصال إلى البغية،
(١) أى إن فعلت معه ما يوجب شكه فى مودتك راجع نفسه، وقال إنما قربنى من الشك ولم أشك فيه، أى التمس لك العذر.
(٢) التحرير والتنوير، ج ١، ص ٢٢٢.
(٣) التحرير والتنوير، ج ١، ص ٢٢٢.


الصفحة التالية
Icon