الإلهية كما يدركها كل صوفى على حدة، وبمقدار استعداده الروحى وتكوينه" (١).
ومحيى الدين بن عربى" ت ٦٣٨ هـ" من مفسرى هذا المذهب يقول فى مقدمة تفسيره عن التجربة الروحية التى مر بها «طالما تعهدت تلاوة القرآن وتدبرت معانيه بقوة الإيمان، وكنت مع المواظبة على الأوراد حرج الصدر قلق الفؤاد، لا ينشرح بها قلبى، ولا يصرفها عنى ربى، حتى استأنست بها فألفتها، وذقت حلاوة كأسها وشربتها، فإذا أنا بها نشيط النفس، ثلج الصدر، متسع البال، منبسط القلب، تتكشف لى تحت كل آية من المعانى ما يكل بوصفه لسانى، لا القدرة تفى بضبطها وإحصائها ولا القوة تصير على نشرها، فتذكرت خير من آتى ما ازدهانى، مما وراء المقاصد والأمانى، قول النبى الأمى الصادق عليه أفضل الصلوات من كل صامت وناطق،" ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع" (٢). وفهمت منه أن

(١) الدكتور أبو العلا عفيفى التصوف" الثورة الروحية فى الإسلام ص ١١٨ - ١١٩ دار المعارف- مصر ١٩٦٣ م.
(٢) جاء فى الفتوحات المكية:
" وقد أجمع أصحابنا، أهل الكشف على صحة خبر عن النبى ﷺ أنه قال فى آى القرآن أنه:
" ما من آية إلا ولها ظاهر وباطن وحد ومطلع".
وذكر ابن عربى:
" ولكل مرتبة من هذه المراتب رجال، ولكل طائفة من هذه الطوائف قطب، وعلى ذلك القطب يدور فلك ذلك الكشف".
محى الدين بن عربى- السفر الثالث ج ١٨ الباب ٢٧ مراتب رجال الله فى فهم مراتب القرآن.- تحقيق د. عثمان يحيى- تصدير ومراجعة د. إبراهيم مدكور، الهيئة العامة للكتاب ١٤٠١ هـ- ١٩٨١ م، وانظر مقدمة تفسير البغوى، معالم التنزيل، المجلد الأول، ص ٣٥، وانظر السهروردى، عوارف المعارف على هامش الإحياء ج ١ ص ٥٢ طبعة الحلبى- القاهرة ١٣٦٩ هـ والتفسير والمفسرون ج ٢ ص ٣.


الصفحة التالية
Icon