وفى تفسير قوله تعالى:
وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ* إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ* يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (١).
نقل عن الحسن البصرى: (٢)
«وأعلم أن رواية رويت عن الحسن البصرى أنه قرأ" الحبك" بكسر الحاء وضم الباء وهى غير جارية على لغة من لغات العرب» (٣).
وذكر أيضا بعض ما نسب إليه من أقوال مثل:
«سورة النجم" وقيل: السورة كلها مدينة ونسب إلى الحسن البصرى:
أن السورة كلها مدينة، وهو شذوذ»
(٤).
وقد قرأنا منذ قليل بعض ما ذكره محيى الدين بن عربى فى تفسير" البسملة" وما يعتقدوه فيها من إشارات باطنية أو رمزية، ونرى ابن عاشور، يفسرها بعيدا عن هذه الإشارات، وذكر فى تفسيرها:

(١) سورة الذاريات الآية ٧، ٨، ٩.
(٢) هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصرى كان من سادات التابعين وكبرائهم سنا ومقاما.
وقال: لقيت من الصحابة سبعين بدريا وثلاثمائة صحابى. وكان مولده لسنتين خلتا من خلافة عمر، وكان أبوه مولى لزيد بن ثابت الأنصارى رضى الله عنه وأمه خيرة مولاة أم سلمة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، وتغيب عنه أمه أحيانا فيبكى فتأخذ أم سلمة تعلله بثديها حتى تعود أمه، ولتكرار محاولات إسكاته در عليه ثديها فرضع منها، فهو من بيت النبوة رضاعة، ويعتبره الصوفية فى رأس سلسلة سند التصوف فهم يقولون أن الحسن أخذ الطريقة، (ولبس الخرقة) من الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وعلى أخذها من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من أهم مظاهر التصوف عند الحسن البصرى سيطرة الحزن والخوف من الله سبحانه وتعالى.
انظر وفيات الأعيان لابن خلكان ج ٢ ص ٦٩ ترجمة د. إحسان عباس ط صادر، بيروت.
(٣) التحرير والتنوير ج ٢٦ ص ٣٤١.
(٤) التحرير والتنوير ج ٢٧ ص ٨٧.


الصفحة التالية
Icon