٢ - التفسير بالحديث النبوى:
شغل التفسير بالحديث النبوى عند ابن عاشور المرتبة التالية بعد تفسير القرآن بالقرآن، وكانت مصادره فى الحديث النبوى كتب السنة المعتبرة، وما خرج عن هذه الكتب لا يقبله أو يرفضه إلا بعد تمحيص للسند أو المتن، كما أنه رفض الأحاديث الضعيفة خصوصا أحاديث فضائل السور التى نبّه العلماء النقاد على وضعها وزيفها.
وقد حرص أن يشير إلى مصدر الحديث فى أكثر المواطن التى يستعين فيها به، واتخذ ذكر المصدر عنده أشكالا مختلفة، فحينا يذكر اسم الكتاب، وحينا يذكر اسم الراوى الأول للحديث، أو يستخدم بعض العبارات من مثل:
وجاء فى الحديث، أو وفى الحديث، وقد يذكر الحديث تاما، أو بعضه وفق ما يناسب تفسير الآية.
فقد كان يسعى إلى عدم الإطالة، وأكثر المواطن التى احتج فيها بحديث رسول الله ﷺ كان فى تفسير آيات الأحكام، وأقل هذه المواطن كان فى" اللغة" أو بيان معنى الألفاظ.
٣ - التفسير بأقوال الصحابة:
ظهر موقف ابن عاشور من صحابة رسول الله ﷺ خصوصا أبا بكر وعمر وعائشة رضى الله عنهم فى التفسير بأقوال الصحابة فيما ذكره عن هشام بن عمار «سمعت مالكا يقول: من سبّ أبا بكر وعمر أدّب، ومن سبّ عائشة قتل».
ومن الصحابة الذين أورد ابن عاشور أقوالهم عبد الله بن عمر وابن عباس وعلى بن أبى طالب ومالك بن صعصعة وجابر بن عبد الله الأنصارى وأبو هريرة والسيدة عائشة رضى الله عنهم أجمعين، وقد أخذ ابن عباس نصيبا


الصفحة التالية
Icon