وافرا فى هذا التفسير، وحرص ابن عاشور على ذكر مصادره عند عرضه لكل قول، وقد تناولت هذه الأقوال جوانب مختلفة من التفسير، ولم يلجأ مفسرنا فى عرضها إلى ذكر الروايات المتناقضة، أو الأقوال المختلفة اختلافا بينا، وإذا كان هناك اضطراب فى السند بيّنه، وإذا أمكن التوفيق بين الروايات المختلفة فى تفسير الآية الواحدة فعل، أو لجأ إلى التأويل مع وجود قرينة تدل عليه.
٤ - التفسير بأقوال التابعين:
من التابعين الذين أورد ابن عاشور رواياتهم أو أقوال عنهم مجاهد وقتادة وعكرمة ومحمد بن كعب القرظى وعطاء والزهرى وطاوس وابن زيد، وهم من الذين وثقهم النقاد، ومقاتل والسدى وهما من الذين اختلفت الأقوال فيهم، وكانت أقوال التابعين فى التحرير والتنوير تمثل جانب الاستئناس فيما تدرك بالعقول معانيه، أو ذكر بعض المرويات عن أسباب النزول، أو أول ما نزل من آيات، أو مكان نزولها.
٥ - التفسير بأسباب النزول:
كانت مصادر ابن عاشور فى استخدام أسباب النزول فى التفسير كتب الصحاح والتفسير مثل تفسير الطبرى وابن عطية والفخر الرازى والجصاص والقرطبى والزمخشرى، وكان ابن عاشور يذكر أكثر من رواية فى سبب نزول الآية الواحدة دون ترجيح أو توفيق بينها، وأحيانا يستبعد واحدة من هذه الروايات مع تعليل هذا الاستبعاد.
٦ - التفسير بالقصص:
لم ينفصل هذا النوع من التفسير فى التحرير والتنوير عن السياق، ولم يجعل ابن عاشور للقصة القرآنية قسما خاصا بها، كما يفعل كثير من المفسرين، وكانت تتآذر وسائل كثيرة أخرى عند ابن عاشور لتوضيح المقصود


الصفحة التالية
Icon