وعن سورة الإسراء:
«العماد الذى أقيمت عليه أغراض هذه السورة إثبات نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- وإثبات أن القرآن وحى من الله، وإثبات فضله وفضل من أنزل عليه، وذكر أنه معجز، ورد مطاعن المشركين فيه وفيمن جاء به، وإبطال إحالتهم أن يكون النبى- صلى الله عليه وسلم- أسرى به إلى المسجد الأقصى.... » (١).
وقد التزم ابن عاشور فى مقدمة تفسير كل سورة بهذه الخطة، ومن الملحوظ أن أغلب ما ذكره فيها كان عن طريق الرواية التى حرص على ذكر مصادرها سواء كتب
التفسير، أو الحديث، أو علوم القرآن.
وقد يرجح بين الأقوال أو الروايات حين يجد الحديث ضعيفا كما ذكر فى" ترتيب النزول" عن سورة المائدة فى حديث أبى هريرة، ثم رجّح أن بعضها قد نزل بعد بعض سورة النساء التى قالت عنها أم المؤمنين عائشة «ما نزلت سورة البقرة وسورة النساء إلا وأنا عنده» وقد قوّى هذا الترجيح عنده ما ذكره من حديث ابن عمر فى صحيح البخارى، وقد يوفق بين روايتين كما فعل فى أسباب نزول سورة الكهف حيث عضض هذا التوفيق ببعض الآيات وبحديث «ذاك عدو اليهود من الملائكة».
وقد يميل أحيانا إلى الاختصار كما فعل فى" العدد"، أما أغراض السورة فقد استقل بالحديث عنها لأن ذلك مما يعتمد على الفهم والموهبة.
ويحمد لابن عاشور أنه لم يذكر فى مقدمة تفسير كل سورة أحاديث فضائل السور التى حرص على ذكرها كثير من المفسرين، وقد نبّه العلماء إلى بطلانها وعدم الالتفات إليها (٢).

(١) التحرير والتنوير، ج ١٥، ص ٧.
(٢) انظر تفسير القرطبى، ج ١، ص ٧٨" باب فى التنبيه على أحاديث وضعت فى فضل سور القرآن وغيره".


الصفحة التالية
Icon