والدليل على أن القراءات تعتبر مرجعا مهما من مراجع تفسير القرآن بالقرآن:
ما روي عن مجاهد رحمه الله أنه قال: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس ما احتجت أن أسأله عن كثير مما سألته عنه.
ب- النبي صلى الله عليه وسلم:
كان الصحابة الكرام إذا أشكل عليهم آية من كتاب الله، فلم يفهموا المراد منها، رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الله تعالى حدّد وظائف الرسول، ومنها بيان ما في القرآن من أحكام ونحو ذلك، قال تعالى:
(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (١).
وأخرج أبو داود في سننه أن النبي ﷺ قال:
«ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه» (٢).
ومن الأمثلة التي تدلّ على مدى اعتماد الصحابة على أقوال النبي ﷺ في تفسير القرآن ما يلي:
قال رسول الله ﷺ لأبيّ بن كعب: «ألا أعلّمك سورة ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها؟».
فقلت: بلى.
قال: «إني لأرجو ألا تخرج من ذلك الباب حتى تعلمها».
فقام رسول الله ﷺ وقمت معه، فجعل يحدثني ويدي في يده أتباطأ
(٢) للتوسّع يراجع: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي: ١/ ٣٧.