الرمل يسمى نهر الأردن، ليس لأحد منهم مال دون صاحبه، يمطرون بالليل ويسقون بالنهار ويزرعون، لا يصل إليهم منا أحد وهم على دين الحق، وذكر أن جبرائيل
عليه السلام ذهب بالنبي ﷺ ليلة أسري به إليهم، فكلمهم، فقال لهم جبريل: هل تعرفون من تكلمون؟ قالوا:
لا، فقال لهم: هذا محمد النبي الأمين فآمنوا به، فقالوا: يا رسول الله إن موسى أوصانا أن من أدرك منكم أحمد فليقرأ عليه مني السلام، فرد النبي ﷺ على موسى وعليهم، ثم أقرأهم عشر سور من القرآن نزلت بمكة، وأمرهم بالصلاة والزكاة، وأمرهم أن يقيموا مكانهم، وكانوا يسبتون، فأمرهم أن يجمعوا ويتركوا السبت، وقيل: هم الذين أسلموا من اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والأول أصحّ!! (١).
ورحم الله الدكتور محمد أبو شهبة عند ما علّق على هذه الخرافة بقوله:
وأما ما ذكروه: فليس هناك ما يشهد له من عقل، ولا نقل صحيح، بل هو يخالف الواقع الملموس، والمشاهد المتيقن، وقد أصبحت الصين وما وراءها معلوما كل شبر فيها، فأين هم؟ ثم ما هذا النهر من الشهد؟! وما هذا النهر من الرمل؟! وأين هما؟! ثم أي فائدة تعود على الإسلام والمسلمين من التمسك بهذه الروايات التي لا خطام لها، ولا زمام!؟ وماذا يكون موقف الداعية إلى الإسلام في هذا العصر الذي نعيش فيه، إذا انتصر لمثل هذه المرويات الخرافية الباطلة؟!
إن هذه الروايات لو صحت أسانيدها لكان لها بسبب مخالفتها للمعقول، والمشاهد الملموس ما يجعلنا في حل من عدم قبولها، فكيف وأسانيدها ضعيفة واهية؟! (٢).

(١) تفسير البغوي: ٢/ ٢٠٦.
(٢) الإسرائيليات: ٢٠٨.


الصفحة التالية
Icon