أقسام الوقف الاختياري [تصوير] يجدر بنا أن نعلم أن معرفتنا لكل نوع من أنواع الوقوف وكذا الابتداء يتوقف على مدى تفهمنا وإدراكنا للعلاقة التي تربط بين ما قبل الوقف من كلام، وبين ما بعده، وتتلخص تلك العلاقة في مصطلحين سوف نتعامل معهما بالضرورة في هذا الفصل عند ما نتعرض لتعريف كل نوع من أنواع الوقوف والابتداء، هذان المصطلحان هما: (التعلق المعنوي) و (التعلق اللفظي) لذا كان لزاما علينا أن نتوقف قليلا كي نوضح معني كل من هذين المصطلحين:
١ - (التعلق المعنوي): أن يكون ما بعد الوقف من المعاني مستكمل لما قبله، كأن يكون الأمر يختص بقصة من قصص القرآن، أو موضوع معين لم يتم ولم يستكمل بعد، وما زال الكلام بعد الوقف يكمل ما قبله، حتى وإن كان ما قبل الوقف يفيد في ذاته معنى صحيحا مقصودا. ولو ضربنا لذلك مثلا بقصة من قصص الأنبياء لوجدنا أننا نأخذ من تتابع الآيات لبنات يضاف لاحقها إلى سابقها حتى يكتمل بناء القصة فتكون كل لبنة قد أفادت معنى في ذاتها، ولكنها ما زالت تفتقر لما بعدها، حتى تكتمل اللبنة الأخيرة من القصة. فإذا وقفنا عليها يكون الوقف تاما من جهة المعنى. حيث ينتقل الكلام بعدها إلى موضوع آخر ليس له تعلق مباشر بما قبلها، عندئذ ينتهي التعلق من جهة المعنى.