خلل يدخل على اللفظ فيؤدي إلى فساد رونقه ويذهب بحسنه وطلاوته من حيث يجري في اللسان مجرى «الرتّة» أي (العجمة) أو اللّثغة.
يقول ابن الجزري في النشر: (ولا شك أن هذه الأمة كما هم متعبدون بتفهم معاني القرآن، وإقامة حدوده، متعبدون بتصحيح ألفاظه، وإقامة حروفه على الصيغة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها).
وقد بين في كتابه (التمهيد) ما يستفاد من تهذيب الألفاظ وتقويم اللسان بالبعد عن اللحن فقال: «اعلم أن المستفاد بذلك حصول التدبر لمعاني كتاب الله، والتفكر في غوامضه، والتبحر في مقاصده، وتحقيق مراده.... وذلك أن الألفاظ إذا أجليت على الأسماع في أحسن معارضها وأجلى جهات النطق بها، حسبما حث عليه رسول الله ﷺ بقوله: «زينوا القرآن بأصواتكم» كان تلقي القلوب، وإقبال النفوس عليها بمقتضى زيادتها في الحلاوة، والحسن على ما لم يبلغ ذلك المبلغ منها» (١).
حكمه: النوع الأول: وهو ترك شيء من أساسيات قواعد التجويد كالإظهار والإدغام وغيرهما حكمه التحريم على الأرجح لأنه قد انتفت معه صحة القراءة.
النوع الثاني: ويختص بكمال إتقان النطق لا بتصحيحه، وضبط مقادير المدود ووزنها بأدق الموازين، ومراعاة المعاني الخفية في الوقوف، مما لا يدركه إلا أهل الفن الحذاق المهرة فهو أخف حكما ويعتبر في عرف المجودين مخلا بالإتقان وحكمه الكراهة إلا إذا تعمده القارئ.
وقد صنف العلماء الناس الذين يقرءون كتاب الله ثلاثة أصناف:
الأول: قارئ محسن مأجور: وهو الذي أتقن فنّ التجويد بغير لحن جلي ولا خفي فهذا هو الماهر بالقرآن الذي وعده رسول الله ﷺ بأنه مع السفرة الكرام البررة.