٣) التدوير:
هو مرتبة وسطى بين التحقيق والحدر، وهذا هو المختار عند أهل الأداء. وهذه المراتب كلها جائزة، وأشار إليها صاحب كتاب (لآلئ البيان) بقوله:
٤.

حدر وتدوير وترتيل ترى جميعها مراتبا لمن قرا
وقد لاحظت اختلافا في تصنيف بعض الكتب لمراتب القراءة فقد صنفت بعضها (الترتيل) على أنه مرتبة من مراتب القراءة. وبعضها أشار إلى مرتبة التحقيق كمرتبة رابعة تصلح للتعليم وبعضها أغفلها اكتفاء بالترتيل في مرتبة الأداء البطيء والظاهر أن ما أثبتناه من تقسيم المراتب إلى (تحقيق وحدر وتدوير) هو الأقرب للصواب وقد أعجبني من أقوال من دللوا على صحة ذلك قول الشيخ محمد بن شحادة الغول حين قال (١):
«والترتيل يعمّها كلها (أي يعم المراتب الثلاث) إذ لو كان الترتيل مرتبة مستقلة لكان التدوير والحدر ليسا ترتيلا، عند ذلك لا يكونان مما أمرنا الله عز وجل به في قوله وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا وعليه تكون القراءة بهما غير جائزة أما وأن المراتب الثلاثة نقلت عن الرسول ﷺ فإنه ولا بدّ أن يشملها الترتيل فتكون كلها ترتيلا».
(١) بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن، ص ٣٨.


الصفحة التالية
Icon