تناقضا إذ الشدة احتباس الصوت ويستلزم احتباس النفس، والهمس جريان النفس ويستلزم جريان الصوت، إلا أن الصفتان لا تلازمان الحرف في آن واحد بل هما متتاليتان وليستا متزامنتين بمعنى أن الصوت ينحبس أولا في بداية النطق بالحرف فتتحقق صفة الشدة، ثم يجري النفس بعد ذلك فتتحقق صفة الهمس.
٦ - كل الحروف المهموسة رخوة ما عدا «الكاف والتاء»، فهما شديدتان وكل الحروف الشديدة مجهورة ما عدا الكاف والتاء، فهما مهموستان.
٧ - أزمنة الحروف الصحيحة المتحركة كلها متساوية فلو قلت (أذن) أو كتب) فكل حرف منها أيا كان حركته يكون مساويا تماما لغيره من الحروف المتحركة، أما الحروف الساكنة فالرخو منها يكون أطول زمنا من الحرف البيني.
والبيني منها يكون أطول زمنا من الحرف الشديد. وحروف المد أطول زمانا من الحروف الرخوة. وقد اجتمعت صفات «الشدة والبينية والرخاوة» في كلمة واحدة هي (يستبشرون) إذ السين حرف رخو، وهو أطولهم زمنا، والباء حرف شديد أقلهم زمنا، والنون حرف بيني فهو أوسطهم زمنا.
ثانيا: الصفات التي لا ضد لها
١ - الصفير:
لغة: كل صوت يشبه صوت الطائر واصطلاحا: هو خروج أحرف الصفير بصوت قوي يشبه صفير الطائر.
حروفه: ثلاثة: (الزاي) و (السين) و (الصاد).
وإنما لقبت بحروف الصفير لأن مجرى الصوت يضيق عند خروجها فينتج عن ذلك صوت يشبه صفير الطائر. وتستطيع أن تدرك صفير تلك الحروف حينما يهمس أحد في أذن الآخر، فيصل إلى سمعك صوت صفير خفيض كلما توالت تلك الأحرف في كلامه بينما لا تسمع صوتا لبقية الحروف، وتسمع مثل ذلك إذا كنت في المسجد والمصلون يقرءون الفاتحة سرا فإن تلك الحروف بالذات