وقوله: سَلامٌ عَلَيْكُمْ قال الزجاج: لم يريدوا التحية، وإنما أرادوا بيننا وبينكم المتاركة وهذا قبل أن يؤمر المسلمون بالقتال وقوله: لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ أي: لا نطلب مجاورتهم قال الأكثرون: فنسخت هذه الآية بآية السيف (١).
... الباب الثاني والثلاثون باب ذكر ما ادّعي عليه النسخ في سورة العنكبوت
ذكر الآية الأولى
: قوله تعالى: وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت: ٤٦] اختلفوا فيها على قولين:
القول الأول: أنها نسخت
بقوله: قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ إلى قوله:
وَهُمْ صاغِرُونَ [التوبة: ٢٩] قاله قتادة وابن السائب.
[١٩١] (٢) - أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: ابنا عمر بن عبيد الله، قال: ابنا ابن بشران، قال: ابنا إسحاق بن أحمد، قال: بنا عبد الله بن أحمد، قال: بنا أبي، وابنا المبارك بن علي، قال: ابنا أحمد بن الحسين، قال: ابنا البرمكي، قال: ابنا محمّد بن إسماعيل: قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا أحمد بن يحيى بن مالك، قال: بنا عبد الوهاب عن سعيد، وابنا ابن ناصر، قال: ابنا ابن أيوب، قال: ابنا ابن شاذان، قال: ابنا أبو بكر النجاد، قال: ابنا أبو داود السجستاني، قال: بنا أحمد بن محمّد، قال: بنا أبو رجاء، عن همام كلاهما عن قتادة، وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ ثم نسخ بقوله: قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة: ٢٩] فلا مجادلة أشد من السيف.
والقول الثاني: أنها ثابتة الحكم
، وهو مذهب جماعة منهم ابن زيد (٣).
[١٩٢] (٤) - أخبرنا المبارك بن علي، قال: ابنا أحمد بن الحسين، قال: ابنا
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٩/ ٣٠٦٨/ ١٧٣٥٥) من طريق: عبد الرزاق، ثنا معمر، عن قتادة به.
والنحاس (ص ٢٠٤) من طريق أخرى عن قتادة.
(٣) انظر «تفسير ابن أبي حاتم» (٩/ ٣٠٦٨/ ١٧٣٥٦).
(٤) أخرج نحوه ابن أبي حاتم (٩/ ٣٠٦٩/ ١٧٣٥٧، ١٧٣٦٠، ١٧٣٦١) من طرق؛ عن مجاهد به.